قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله، إن الأوضاع على الصعيد الوطني تتسم باستمرار تدهور القدرة الشرائية للمغاربة، وغلاء أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وفي مقدمتها أسعار المحروقات، وبازدياد الضغط على المالية العمومية، بسبب ارتفاع المديونية والتضخم: وأشار أنه يتَم تسجيل هذا الوضع علما أنه تم تحقيق مداخيل إضافية غير مسبوقة في الميزانية العامة، برسم تنفيذ قانون مالية 2022، أساساً بفعل ارتفاع الموارد الضريبية والجمركية المتأتية من المحروقات وهي الموارد التي كان من الممكن استعمالُ جزء منها على الأقل في دعم الأسر المغربية، وفي التخفيف من وطأة معاناتها التي تفاقمت من جراء إكراهات الدخول المدرسي. واعتبر بنعبد الله، خلال تقديم التقرير السياسي في الدورة العاشرة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، اليوم السبت، أنه في ظل عجز الحكومة فلن يفيد الحديث عن التعديل الحكومي في ذرّ الرماد في العيون وحجب الأوضاع المتأزمة والتحديات الكبيرة. وأكد الأمين العام لحزب "الكتاب"، على أنه "ليس المهم تغيير أشخاصٍ بأشخاص، بقدر ما أنَّ الأهم هو تغيير السياسات والمقاربات في اتجاه الإنصات إلى نبض المجتمع وهموم المواطنات والمواطنين، والتخفيف من معاناتهم، وحماية قدرتهم الشرائية، والوقوف إلى جانبهم وهم يواجهون وَحدَهم هذه الأوضاع الصعبة". كما انتقد بنعبد الله، حكومة أخنوش، معتبرا أنها لا تملك الرؤية والجرأة السياسية، في مقابل تدبير قطاعي تكنوقراطي، وحضور قوي لمنطق التبرير غير الممجدي. وشدد على أنه إلى جانب بإخفاقات الحكومة على الصعيديْن الاقتصادي والاجتماعي،فإن الأبعاد الديمقراطية والحقوقية والمساواتية، والجوانب المرتبطة بالحريات، تكادُ تكون غائبةً في عمل الحكومة، مشيرا أنَّ ورش توطيد البناء الديمقراطي ليس ترفاً، ولكنه شرطٌ لازمٌ للتنمية والاستقرار. وفي سياق آخر، حدد حزب التقدم والاشتراكية أيام 11 و12 و13 نونبر المقبل لتنظيم مؤتمره الوطني لانتخاب أمين عام جديد. وأشار بنعبد الله، إلى أن"الحزب متأخر في استخراج وتوزيع بطائق العضوية، مقترحا على اللجنةُ التحضيرية تمديد أجل هذه العملية وحدها، إلى غاية يوم 17 من هذا الشهر، وذلك دون المساس بآجال باقي العمليات التحضيرية، ولا بتاريخ انعقاد المؤتمر أيام 11 و12 و13 من شهر نونبر المقبل، ببوزنيقة". وشدد بنعبد الله الذي يقترب من ولاية الفوز بولاية رابعة على التوالي، بعدما لم يترشح، لحدود الساعة، أي عضو داخل الحزب لمنافسته، على ضرورة أن يشكل المؤتمر الوطني حدثا سياسيا بارزا، ونقطة تحولٍ إيجابي في مسار الحزب، وأن يندرج داخليا في إطار أفق استراتيجي، مشيرا إلى أن رهان تقوية أليات الحزب ومواصلة إشعاعه هو الأمر الأساسي الأول، ويَسبق استشراف أيِّ تحالفات مهما كانت طبيعتها أو نوعها.