-انتقد الباحث الإسباني، بيرنابي لوبيز غارسيا، تجاهل السلطة بالمغرب للرأي العام الوطني بخصوص قضية نزاع الصحراء، وانعدام النقاش السياسي حول موضوعها. واستحضر بيرنابي تصريحا سابقا لنبيل بنعبد الله، عندما كان وزيرا للإتصال المغربي عام 2001، قال فيه: "صاحب الجلالة محمد السادس هو الوحيد المخول له الحديث واقتراح الحلول لقضية الصحراء"، مستنتجا من هذا التصريح أن تدبير قضية الصحراء يجري بعيدا عن الرأي العام الوطني. بيرنابي، الذي كان يحاضر،الأسبوع الماضي، في ندوة فكرية حول موضوع: "الصحراء والعلاقات المغربية الإسبانية"، نظمها مركز الدراسات الصحراوية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- أكدال، بالرباط، أشار إلى أن الرأي العام المغربي ما كان له أن يطلع على العديد من تفاصيل ملف الصحراء لولا مغامرة بعض الصحفيين المغاربة بخرق الخطوط الحمراء بخصوص قضية الصحراء، و استطاعوا بذلك تنظيم زيارات ميدانية لمخيمات تندوف كشفوا بعدها معلومات جديدة غائبة عن الرأي العام، بشكل "أزعج السلطة القائمة". وقارن بيرنابي، واقع المغرب قبل 38 سنة، حينما كان يُقيم بفاس، مع ما يجري اليوم، معتبرا بأنه كان يعيش في المغرب عام 1975؛ حيث عاين حماسة وطنية من الشباب ومن عامة الناس، بعد أن فتحت المسيرة الخضراء للمغرب أبواب التغيير السياسي والديمقراطي ما جعله يشعر ب"الغيرة الوطنية"، نتيجة الديكتاتورية التي كانت تعيش على إيقاعها اسبانيا مع فرانكو. وبخصوص مشروع القرار الأمريكي، المتعلق بتوسيع صلاحيات "مينورسو" بالصحراء وتندوف، والذي أزعج الرباط، قال بيرناب، بأن القرار الأمريكي هو نتيجة ل"تقاعس" المغرب، على السير إلى الأمام في تفعيل مخططه المتعلق بالحكم الذاتي بالصحراء، معتبرا بأنه مخطط ظل "خجولا" ، لم ينزل إلى أرض الواقع منذ الإعلان عن تبنيه كحل لقضية الصحراء في 2007. وأضاف الباحث الإسباني بأن المغرب لم يقدم ضمانات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في إطار مقترح الحكم الذاتي، وظل "التقاعس" الحقوقي والسياسي، طيلة الست سنوات منذ الإعلان الرسمي عن هذا المقترح، بشكل ولد حالة من الجمود خيمت على مسار الحل الذي لاح أفقه مع مقترح الحكم الذاتي، وهو ما عكسته مظاهر قمع المظاهرات المنظمة من قبل الصحراويين، والسيطرة على نشاط الجمعيات المدنية التي ظلت تنتظر "إذن" وزارة الداخلية، من أجل العمل. وعبر بيرناب، في ورقة مداخلته، التي بعث بنسخة منها إلى موقع "لكم.كوم"، عن أن أزمة المغرب في الصحراء، هي "أزمة ثقة"، مُشددا في نفس السياق، على أن الرباط، بإستطاعتها أن تكسب معركة الثقة بإقليم الصحراء. وأكد الباحث الإسباني، على أنه ما يزال أمام المغرب فرصة لكسب إعتراف دولي بخصوص سيادته على إقليم الصحراء، بعد خوضه لنقد ذاتي، والإعتراف بأخطائه، وتجاوز السياسات الخاطئة وتبني الخيار الديمقراطي في جميع أنحاء المغرب، بما في ذلك إقليم الصحراء.