انتقد المستعرب والأكاديمي الإسباني بيرنابي لوبيث في مقال له بجريدة الباييس اليوم بعنوان "فشل المغرب في الصحراء" تماطل المغرب في تطبيق الحكم الذاتي وتطويره، معتبرا أنه بذلك قد خسر فرصة تاريخية، ويرى أن المغرب قد يكون مطالب بتقديم مقترح يتضمن الكونفدرالية كنقطة الانطلاقة لحل نزاع الصحراء مستقبلا. ويعتبر بيرنابي لوبيث من مؤسسي الدراسات السياسية والاجتماعية في الجامعة الإسبانية بعد الانتقال الديمقراطي، ومن أبرز المدافعين عن مغربية الصحراء في الماضي الأمر الذي حلفه حملات من البوليساريو، وحاصل على وسام ملكي، وكان عضوا في لجنة ابن رشد المغربية-الإسبانية. ويبقى رأيه من الآراء الهامة جدا في الجارة الشمالية بشأن نزاع الصحراء. في هذا الصدد، يؤكد بيرنابي لوبيث في مقاله أن المغرب بقي ومنذ ست سنوات عند حدود الثناء على مقترح الحكم الذاتي الذي وصفته الدبلوماسيات الغربية ب "المقترج الجدي وذو مصداقية" بما في ذلك الاتحاد الأوروبي سنة 2010 عندما منح المغرب صفة الشريك المتقدم. ويستطرد "لكن الخارجيات الأوروبية انتهت في آخر المطاف بإعطاء الحق الى معارضيه (البوليساريو) بسبب عدم قيامه بأي مبادرة خلال السنوات الست التي مرت على تقديم المقترح نحو حل لنزاع الصحراء". ويرى أن المغرب فقد عدة فرص خلال الست سنوات الماضية منها الدستور ومنها قانون الجهوية الموسعة سنة 2010 لكن كالعديد من القوانين بقيت دون تطوير وهو ما أفقدها الصداقية. ويرى هذا الباحث صاحب عدد من الكتب حول المغرب "اعتقد المغرب أنه يكفي اللجوء الى اللوبيات والماركتينغ للحصول على مغربية الصحراء، وتناسى أن الجوهري هو سياسة منسجمة وذات مصداقية وشفافة لربح الساكنة الصحراوية التي الآن ضد التسيير السيئ للمغرب لهذا الملف". ويحكي في المقال عن نتائج زيارته الى الصحراء سنة 2011 حيث التقى عدد كبير من الشخصيات الصحراوية التي تساءلت لماذا يتأخر المغرب في تطبيق الحكم الذاتي؟ ويشكف أن الصحراويين يشعرون بأن "المغرب يريد الصحراء بدون صحراويين". ويعتبر أن مشروع مسودة قرار الولاياتالمتحدة بتكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء جاء لينبه المغرب الى موقفه الجامد وأنه لا يكفي التعهد بالحكم الذاتي سنة 2007. ويتابع أن المغرب بعدم اعتراف بوجود قضية خرق حقوق الإنسان في الصحراء وعدم تلبية مطالب بعض الإثنيات لم يدرك بعد أن صورته في الخارج قد تدهورت بشكل كبير. ويرى في ختام مقاله أن "بعد ست سنوات من الجمود، فقد المغرب كل مصداقية بشأن مقترح الحكم الذاتي الذي كان سيشكل نهاية المفاوضات، الآن بالكاد قد يشكل أرضية الانطلاقة". ويبرز "من المحتمل مستقبلا، لكي يجد حلا لهذا النزاع الأبدي، المغرب سيكون مطالب بالتفكير في كونفدرالية أو دولة مشتركة تحت السيادة المغربية. ولكن لكي يكون المقترح جديا وذو مصداقية عليه أن يتقدم خطوات، وهي الخطوات التي لم يقدم عليها خلال السنوات الست بعد تقديم الحكم الذاتي".