أكد الصحفي الأمريكي ريتشارد مينيتر ، المتخصص في انجاز التحقيقات ، أن قادة البوليساريو «يعمدون الى إنكار الواقع بشكل يذكر بآخر أيام ألمانياالشرقية، التي كان يمتنع خلالها كبار موظفيها عن متابعة برامج القناة الألمانية الغربية، أو التواصل مع أفراد عائلاتهم الذين كانوا يعيشون في ظل رخاء بالجانب الآخر لسور برلين». ولاحظ الصحفي، في تحقيق أنجزه حول مخيمات تندوف نشر ضمن العدد الأول من النسخة الفرنسية لمجلة «يو إس فوريني بوليسي» (سياسة أمريكا الخارجية) تحت عنوان ( النزاع غير ذي الجدوى « أن قادة البوليساريو هم الأشخاص الوحيدون في مخيمات تندوف الذين لا يتصلون هاتفيا بأفراد عائلاتهم في المغرب». واستشهد مينيتر، ضمن حالات أخرى، في هذا الإطار بنموذج ممثل البوليساريو بواشنطن الذي اعترف له « بأسى عميق أنه لم ير والده منذ عشرات السنين وأنه لم يكن بإمكانه فعل ذلك ما دام أن هذا الأخير توفي في مستشفى جد متطور بالمغرب»، مضيفا أن هذا القائد « يدرك جيدا أن القيام بزيارة للمغرب ستكلفه فقدان منصبه». ووصف الصحفي الأمريكي، الذي أقام مؤخرا لمدة أسبوع بمخيمات تندوف، هذه المخيمات ب « وسط تعمه الفوضى، لم يتمكن فيه قادة البوليساريو من ضمان نظام ظاهري، ويزيد من حدة الوضع الخصاص على مستوى البنيات التحتية وغياب سلطة شرعية». وأبرز مينيتر في هذا الإطار أن زيارة قصيرة لمخيمات تندوف كفيلة بفضح حقيقة مطالبة قادة البوليساريو ب» تقرير مصير وطني»، موضحا أن للبوليساريو، وفي مقدمتها محمد عبد العزيز، « مصلحة اقتصادية وتسعى إلى الحفاظ على الوضع كما هو عليه ولو على حساب الساكنة التي تقبع في المخيمات». وأشار كاتب المقال إلى أنه « في حالة ما إذا انتهت المعركة لفائدة الحكم الذاتي الجهوي، كما اقترحه المغرب، فإن المبالغ المالية المتأتية من المساعدات الإنسانية الدولية (...) ستتوقف بين عشية وضحاها»، مؤكدا أن الجزائر، التي توفر ملاذا ل»البوليساريو» فوق ترابها، « لها مصلحة أيضا في إطالة أمد نزاع الصحراء» في سعيها « لما يشبه الزعامة بمنطقة المغرب العربي». وخلص ريتشارد مينيتر الذي ألف العديد من الكتب الناجحة حول السياسة الخارجية الأمريكية» إلى أنه «يمكن ترجيح أن المال والسياسة والسذاجة عوامل تساهم بنصيب أوفر في إطالة أمد نزاع غير ذي جدوى». من جهة أخرى ، أكد الجامعي الاسباني السيد برنابيه لوبيث غارسيا قبل يومين بمدينة العيون أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تمنح «حلا جيدا يتعين اغتنامها دون تأخير من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء «. وأبرز غارسيا، وهو استاذ متخصص في شؤون العالمين العربي والاسلامي، في مداخلة له خلال اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية (منتدى البدائل ورابطة المدافعين عن حقوق الانسان بالصحراء) حول موضوع «القضية الوطنية وتأثيراتها على المغرب العربي « أن استمرار هذا النزاع يضر بالسلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. وشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية هذه القضية لفتح الطريق أمام بناء المغرب العربي الكبير، وتقوية المبادلات الاقتصادية بين البلدان المغاربية وتعزيز السلم والأمن في جميع أنحاء المنطقة. وأشار بهذه المناسبة الى الوضعية الأمنية «غير المستقرة» السائدة في منطقة الساحل والصحراء والتهديدات الإرهابية، وعدم الاستقرار التي تثير مخاوف جدية بالنسبة لجميع البلدان في المنطقة ومن جانبه ابرز رئيس جمعية منتدى البدائل البشير الدخيل أن «مبادرة الحكم الذاتي التي تراعي خصوصيات المنطقة، تشكل الحل الأمثل لهذا النزاع الذي طال أمده» وأكد الدخيل أن تفعيل هذه المبادرة «لا يمكن ان يتحقق الا بنقاش جاد ومسؤول يشارك فيه جميع الصحراويين» . وعلى صعيد آخر ، أبرز الدخيل ان الديموقراطية والتنمية الشاملة والمستمرة التي تنشدها شعوب دول المغرب العربي «لا يمكن تحقيقها في ظل عدم الاستقرار في المنطقة «.