أعلنت الجزائر الإثنين أنّ عودة سفيرها إلى مدريد مرهونة بتقديم الحكومة الإسبانية "توضيحات مسبقة" بشأن الأسباب التي جعلتها تغيّر موقفها من قضية الصحراء ليصبّ في صالح الموقف المغربي. وقال المبعوث الخاص المكلّف بالمغرب العربي في وزارة الخارجية الجزائرية عمّار بلاني إنّ عودة السفير الجزائري إلى مدريد "ستُقرّر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضرّرة بشكل خطير على أساس أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي". وأكّد بلاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية، أنّ الأمر ليس مسألة "غضب مؤقت للجزائر" سيزول مع مرور الوقت. وأتى تصريح المسؤول الجزائري بعد إعراب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، عن أمله في أن يتمكّن "من حلّ هذه المشكلة الدبلوماسية خلال فترة زمنية قصيرة" وأن تتمكن بلاده "من الحفاظ على علاقة إيجابية واستراتيجية مع المغرب والجزائر". وردّاً على هذا التصريح قال بلاني إنّ "هاته الأقوال صيغت بخفّة محيّرة، تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبنّي هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الذي يشكّل خروجاً عن الموقف التقليدي المتّزن لإسبانيا". وأعلنت مدريد في 18 مارس على لسان رئيس وزرائها دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها "الأساس الأكثر جدّية وواقعية ومصداقية لحلّ النزاع". و أكّدتالحكومة الإسبانية أنّها لم تغيّر موقفها بل اتّخذت مجرّد "خطوة إضافية" من أجل المساهمة في حلّ النزاع الدائر بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ رحيل الإسبان عن المستعمرة السابقة عام 1975. وكانت البوليساريو ردّت على الموقف الإسباني هذا بقطع علاقتها مع مدريد.