، وفي التفاصيل يتزايد الغضب الجزائري من اتخاذ الحكومة الاسبانية، لموقف داعم لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كأرضية لحل النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، وهو الغضب الذي لم تكتفي الجزائر بسحب سفيرها من مدريد للتعبير عنه، بل تجاوزت ذلك بالخروج لاتهام اسبانيا بالخيانة. وفي ذات السياق، كذبت الجزائر اليوم الأحد، تصريحات وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس بخصوص إبلاغ حكومة مدريد السلطات الجزائرية بتغيير موقفها من قضية الصحراء. وقال مصدر دبلوماسي جزائري لم يكشف عن هويته في تصريح لموقع "الشروق أونلاين" الجزائري وفق ما كتبته "اليوم 24″، إن "مدريد لم تطلع في أي حال من الأحوال وعلى كل المستويات، السلطات الجزائرية بهذا المساومة الحقيرة"، ووصف، في ذات السياق، موقف مدريد الجديد "بالخيانة التاريخية". واعتبر المصدر الدبلوماسي تصريحات وزير الخارجية الاسباني "بالمخزية" و"الكاذبة" بالقول : "وزير الخارجية الاسباني وفي تصريحات صحفية يزعم بأنه ناقش كل المواضيع مع نظيره الجزائري، مما يوحي إن السلطات الجزائرية قد تكون على علم بالقرار المخزي لمدريد، لكن في الواقع هذا التصريح ما هو إلا أوكذوبة متعمدة من قبل الحكومة الإسبانية". وحسب تصريحات الديبلوماسي الجزائري، فإن ما يضاعف الصدمة لدى الجزائر، أن هذا الموقف الاسباني الجديد، صادر عن بلد كان يتحمل مسؤولية كبيرة كعضو في ما يسمى "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية في الأممالمتحدة". وكانت الجزائر قد استدعت السبت سفيرها لدى مدريد، "فورا للتشاور" عقب كشف إسبانيا عن موقفها الجديد حيال الصحراء المغربية والذي دعمت من خلاله بشكل علني مقترح "الحكم الذاتي" الذي تقدم به المغرب سنة 2007 كحل للنزاع في إقليم الصحراء. وأكدت الجزائر في بيان لوزارة الخارجية بأنها تفاجأت "بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات العليا الإسبانية بشأن ملف الصحراء الغربية" ومن "الانقلاب المفاجئ وتحول موقف إسبانيا تجاه القضية الصحراوية". وكانت جبهة البوليساريو، رفضت الموقف الإسباني الجديد وعبرت عن "استغرابها" من دعم مدريد لمقترح "الحكم الذاتي" المغربي. واعتبرت ذلك بمثابة "انحراف خطير" يتعارض مع الشرعية الدولية.