(اثنان في مقهى يتهامسان وهما يرتشفان من فنجاني القهوة السوداء القاتمة كظلمة قلبيهما الفارغين من كل شيء عدا مؤخرات النساء وأردافهن. – هل ترى تلك المرأة هناك؟ إنها زوجة فلان..تعرفه بالتأكيد..على ما يقولون فهي بدورها قد التحقت بالركب..أصبحت كغيرها..′′كتهز البلايص′′ – مستحيل..لا يمكن..′′أرتاسي البلايص′′؟؟؟ – ولم لا؟ هذه المدينة صغيرة كما تعلم..تنتشر فيها الأخبار بسرعة..درهمين من البخور والرائحة في كل مكان كما يقال. – هاكوا هاكوا! لا أخفيك سرا فنحن أصدقاء منذ زمان..لقد حاولت معها غير ما مرة، لكنها كانت تتمنع فتركتها في حال سبيلها..لكن بعد ما قلته الآن فالأمر مختلف..سترى..سوف ترى..لن يهنأ لي بال حتى ′′تدخل تحت يدي′′ – هيا إذن! أرنا رجولتك..منك نستفيد.)
′′سيدتي.. آه سيدتي! الإنسان في نهاية المطاف قضية(غسان كنفاني) وقضية الذكور هنا هي أنت. لا عفوا! بعض منك أنت.. نهديك وردفيك! ولا شيء غير ذينك الاثنين. مصيرنا بات معلقا بين عينيك. عفوا مرة أخرى.. بين نهديك وردفيك! ويسمونها ويا لوقاحتهم رجولة!′′ فلان يستميت في غزو زوجة علان..وعلان بدوره يراهن على زوجة فرتلان..أو أخته..أو نجلته..أو خالته..أو عمته..أو صديقته..أو رفيقة دربه..أو زميلته… نضال ما بعده نضال في مملكة الرخويات التي ارتخى فيها كل شيء ما عدا غرف النوم حيث شظايا الذكورة تتناثر في الهواء يحتفي بها الغربان وهم ينعقون لحن البلادة والاستحمار. ′′ سيدتي.. عذرا إن كفرت بك كأنثى في عيون جائعة لقطعة لحم منك يتعاركون حولها بشراسة الضباع الغادرة. ما لهذا خلقت. الحب يا سيدتي.. طائر جارح يهوى السماء..ينفر بوحشية من قضبان الليل والجسد..وهرمونات المهانة في الظلام. ليس لديك خيار سيدتي آسف. إما أن تكوني أنثى للحب الجارح..أو قطعة لحم آسن.′′