ب - تشهد مشاريع طاقة الرياح في المغرب، رغم قلة شهرتها مقارنة مع مشاريع الطاقة الشمسية، ازدهارا كبيرا خاصة في منطقة طرفاية (جنوب غرب)، حيث يبدأ أكبر حقل للطاقة الريحية في أفريقيا مع سعة 300 ميغاواط، في إنتاج الطاقة اعتبارا من العام المقبل. وواجهت المملكة المغربية التي لا تملك مصادر للطاقة الأحفورية، تحديا كبيرا لتغطية 42% من احتياجاتها للطاقة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام ،2020 ووضعت لهذا الغرض برنامجا يهدف الى إنتاج 4000 ميغاواط. ولتحقيق جزء من هذا البرنامج طرح المغرب عروضا دولية لإنشاء محطات لإنتاج الطاقة الشمسية، وتم الشروع رسميا في بناء أول محطة من هذا المشروع الضخم مطلع الشهر الحالي قرب مدينة ورزازات (جنوب شرقي)، والتي ينتظر ان تبدأ في إنتاج الطاقة اعتبارا من 2015. وإلى جانب الطاقة الشمسية، تعول المملكة المغربية على طاقة الرياح لإنتاج ال 2000 ميغاواط المتبقية من برنامجها الطموح، حيث تنتشر عدة محطات للطاقة الريحية في أرجاء المغرب، لكن منطقة الساحل الجنوبي الغربي ببيئتها الصحراوية ورياحها القوية، تظل مشروع البناء الأضخم الذي تعول عليه المملكة. وغير بعيد عن مدينة طرفاية (جنوب غرب)، حيث تعتزم المملكة بناء أكبر حقل لإنتاج الطاقة الريحية في القارة الأفريقية، انطلقت الأشغال التي تقودها كل من المجموعة الفرنسية "جي.دي.إف سويز" والشركة المغربية "ناريبا القابضة". ويوضح فرانسيس شانغ المسؤول لدى شركة "زيمنس" المكلفة مع شركات أخرى بإنجاز المشروع، في تصريح لفرانس برس ان "أعمال البناء بدأت أواخر ديسمبر ،2012 لكن المرحلة الأولى لإنتاج 50 ميغاواط، سوف تكون جاهزة للدخول في الخدمة ابتداء من يناير المقبل". وتابع فرانسيس ان "هذا المشروع يسير بوتيرة قطار فائق السرعة"، موضحا انه مع نهاية 2014 "سيكون علينا بناء 131 توربينا عملاقا طول كل واحد 80 مترا وذلك لانتاج 300 ميغاواط، لتلبية الاحتياجات الطاقية لمئات الآلاف من السكان". من جانبها تشرح بثينة السفياني، مديرة المشروع لفرانس برس ان محطة طرفاية التي ستبلغ تكلفتها 500 مليون يورو وتمتد على مساحة 20 كلم "ستسمح بتجنب انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بحجم يبلغ ما تمتصه 150 مليون شجرة يوميا". ويوضح شانغ ان "المشكل الوحيد بالنسبة للتوربينات هو الغبار والأتربة في بيئتها الصحراوية، ما سيتطلب صيانة مكثفة ومعاملة خاصة". وعلى بعد مائة كلم إلى الشرق، تقع محطة "أخنفير" الصغيرة مقارنة بمحطة طرفاية، لكنها متقدمة تقنيا. وينتصب على أرض صخرية تغزوها كثبان رملية تحوم حولها بعض قطعان الإبل الهائمة مع رعاتها، 61 توربينا، تعمل منها 50 بكامل طاقتها. ويقول محمد بن عصمان مدير مشروع "الطاقة الريحية المغربية" ان "المرحلة الأخيرة من هذا المشروع لتحقيق قدرة إنتاجية تصل الى 100 ميغاواط، سيتم استكمالها الشهر المقبل ويؤكد بن عصمان انه من المتوقع ان تتم مضاعفة الطاقة الإنتاجية للموقع. ويوضح فؤاد الدويري وزير الطاقة المغربي لفرانس برس، انه "من مجموع المحطات المبنية أو قيد البناء، سيبلغ المغرب قدرة إنتاجية تقدر ب1000 ميغاواط". ويضيف الدويري "لبلوغ 2000 ميغاواط المسطرة في أفق ،2020 تم إطلاق مناقصة دولية لإنتاج 850 ميغاواط، استجابت لها ست مجموعات عالمية"، موضحا في الوقت نفسه انه "سيتم الكشف عن اسم الفائز بالصفقة نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل على ابعد تقدير". ويؤكد الدويري "ان برنامج الطاقة الريحية في المغرب يسير بشكل جيد جدا، ونحن نعتقد أنه بحلول عام 2020 سنتجاوز إنتاج 2000 ميغاواط بقليل، وبعد بلوغ الأهداف المسطرة في أفق 2020 سنستمر في مشاريع جديدة". ويمتلك المغرب حسب وزير الطاقة "إمكانيات لاستغلال الطاقة الريحية، تقدر بحوالي 25 ألف ميغاواط".