وجه عبد الإله بنكيران انتقادات لاذعة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية المستقيل سعد الدين العثماني، حول القرارات التي اتخذها رغم استقالته، مستغربا من حديث الأمانة العامة عن استقالة سياسية وليس تقنية. وأشار بنكيران في مقطع فيديو على صفحته بفيسبوك إلى أن استقالة رئيس حزب في الأعراف الديمقراطية، تعني النهاية وتحرير الحزب، وليس الاستمرار في تسييره، معتبرا أن العثماني كان عليه أن يقدم استقالته من البيجيدي ليلة نتائج الانتخابات دون أن ينتظر طلوع اليوم الجديد. وعبر بنكيران عن رفضه لأن تتحكم الأمانة العامة المستقيلة في الأمانة العامة المقبلة عبر تحديد سنة لها كأجل لتنظيم المؤتمر الوطني. وجدد المتحدث تأكيده على أنه يرفض بالكل والمطلق أن يتم ترشيحه للأمانة العامة إذا ظل شرط تنظيم المؤتمر الوطني بعد عام قائما، ودعا إخوانه لنقض هذا القرار يوم السبت المقبل خلال المؤتمر الاستثنائي إذا أرادوا عودته لترؤس الحزب، وإلا فإنه يرفض العودة للأمانة العامة، حتى وإن تم ترشيحه والتصويت عليه. واعتبر بنكيران أن العثماني يتحمل المسؤولية الأولى في كل ما وقع للحزب، مشيرا إلى أن نتائج البيجيدي في الانتخابات واردة في ظل الديمقراطية، لكن هناك أمورا أخرى رافقت النتائج، أظهرت أن الحزب أصبح "محكورا"، وخرج دون أن يتأسف عليه أحد. وعاد بنكيرا لموضوع الاستقالة السياسية للأمانة العامة، وعبر عن عدم فهمه لمعناها، وأكد أن القرار الذي اتخذته بشأن وضع آجال للمؤتمر الوطني هو قرار سياسي محض، داعيا إلى إلغاء هذا الشرط، وترك الأمانة المقبلة تحل الإشكال، دون أن يتحكم فيها العثماني وهو مستقيل، بل ويعتبر نفسه مسؤولا عن الوضعية الكارثية للحزب. وانتقد بنكيران بشدة التحجج بالجانب المادي في موضوع تنظيم المؤتمر الوطني للحزب، وأشار إلى أن الحزب كانت لديه الملايير ولا يمكن اليوم اتخاذ القرارات بناء على 7 أو 8 ملايير، مضيفا "واش النهار بدينا كان عندنا تا ريال.. جمعنا من إخواننا ونظمنا المؤتمر الأول". وأضاف "هضرة خاوية، حشوما الحزب يرهن مستقبلو من أجل 7 أو 8 مليون درهم، نجمعوا من الإخوان، وإذا مابغاوش إذن هوما مصالحينش أصلا، وبلاش من الحزب بحال هكا"، مشيرا إلى أنهم كانوا مع الحزب وأصبحوا سفراء ووزراء ورؤساء جماعات واليوم إذا طلب منهم حزبهم مبلغا ماليا لن يقبلوا "أشعر بالعار من هذا المنطق". ونبه بنكيران إلى أن البيجيدي يحتاج إلى إعادة لم الصفوف بمصالحة المتخاصمين، وإعادة الحماس لمن فقدوه، ويعيد الذين ذهبوا، حتى يكون المؤتمر الوطني تتويجا يتم فيه اختيار القيادة الجديدة. واعتبر أن البيجيدي عنصر إيجابي في الدولة والمجتمع، وينبغي أن يظل موجودا، وينبغي إعطاء الوقت للبحث عن مقاربة جديدة تواكب التغيرات الوطنية والدولية، موضحا أنه لا يمكن المجيء ببنكيران اليوم وانتظار أن يحتل الحزب الرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، واصفا الأمر بغير المعقول. وعبر بنكيران عن أنه ليس عيبا أن يكون البيجيدي حزبا صغيرا أو متوسطا، مشيرا إلى أنه ترأس الحكومة في ولايتين بشكل غير مسبوق، حيث تم التجديد له بعد الولاية الأولى، قبل أن يتدحرج الحزب تدحرجا فظيعا في الولاية الثانية. كما وجه بنكيران خلال كلمته انتقادات للحسن الداودي، وقال "كون غي دار خير فراسو فاش قال غايمشي يمشي ويسكت، مايعرف لا يهضر ولا يسكت". وأشار بنكيران إلى أنه كان سيغادر الحزب بعد القبول بدخول حزب الاتحاد الاشتراكي في حكومة العثماني، وسجل أن هناك مجموعة داخل حزبه لم يعد يتحملها ولا يطيق الاستماع إلى كلامها.