في سياق ما يعيشه حزب العدالة والتنمية من صراع داخلي، بين عدد من قادة البيجيدي، بسبب النتائج الكارثية التي حصدها خلال الاستحقاقات الانتخابية الماضية، اختار "عبدالاله بنكيران" الأمين العام السابق للحزب، أن يوجه مدفعيته مجددا صوب "سعد الدين العثماني"، العام الحالي، مشيراً إلى أنه اتصل بنائبه "سليمان العمراني"، وطلب منه أن يخبره بضرورة تقديم استقالته من الحزب. وتابع "بنكيران" حديثه عبر مداخلة له بثها على صفحته الفيسبوكية قائلا: "لم يعجبني الحال بمسار الاستقالة الجماعية بكل صراحة، ولكن أمسكت لأنه لم أعد أفهم ماذا يدور، وظللت ساكتا أتابع حتى جاء النقاش حول أن الاستقالة سياسية وليست تنظيمية"، قبل أن يؤكد قائلا: "ليسمح لي إخوان الأمانة العامة، لم أعرف ما معنى الاستقالة الجماعية ولا السياسية، والأمين العام يتحمل مسؤوليته الأولى والرئيسية في كل ما وقع". كما أوضح ذات المتحدث- أنه: "لم أكن أرغب في التشويش على الحزب، وقلت فقط، لن أتحمل مسؤولية الأمانة العامة بعد قرار تحديد أجل سنة، غير أن اللغط كثر"، الأمر الذي دفعه إلى توجيه رسالة إلى كل المؤتمرين، حيث قال: "تحملوا مسؤوليتكم، ولتتصرفوا حسب فهمكم، وإن أردتموني أمينا عاما تعرفون شرطي". وتابع "بنكيران" حديثه موضحا أن: "عدد من الإخوان يقولون أن على سي عبد الإله ابن كيران العودة للحزب، لكنني لم أقبل أن تتحكم الأمانة العامة المستقيلة في الأمانة العامة المقبلة وتحدد لها سنة أو أقل أو أكثر"، قبل أن يؤكد أن: "تحديد مدة الأمانة العامة المقبلة قرار سياسي اتخذته القيادة المستقيلة، لماذا ستتحكم الأمانة العامة الجديدة، وأنت مستقيل وأنت مسؤول عن وضعية كارثية؟". وختم ذات المتحدث مداخلته بإثارة نقاش ساخن، حينما قال: "الحجج والبراهين التي يكررها الإخوان، أننا سنأخذ من الدولة فقط 50 مليون سنتيم وليس 700 مليون سنتيم، هل الحزب الذي كان له الملايير سيتخذ القرارات بناء على 6 أو 7 ملايين دراهم"، قبل أن يستطرد حديثه بالتذكير الجميع أن الحزب: "بدأ ولم يكن عندنا ولا سنتيم، كنا نجمع الأموال لتنظيم المؤتمر، جمعت 12 مليون سنتيم ووفرنا منها 5 ملايين سنتيم، حشومة حزب العدالة والتنمية يرهن مستقبله من أجل 6 أو 7 ملايين درهم".