حميد المهدوي اتهم أب وثلاثة من أبنائه، يقيمون بنواحي مدينة الحاجب، "شرطة بويسلان التابعة لولاية امن مكناس، بتعذيبهم وهم معصوبي الأعين ومصفدي الأيادي والأرجل لمدة ثلاثة أيام قبل سجنهم لمدة 8 أشهر "ظلما وعدوانا" حسب ما صرح به ادريس المسعودي، أحد الأبناء لموقع "لكم. كوم". وأكد المسعودي على أنه جُرد من جميع ملابسه، حتى الداخلية منها، خلال ممارسة التعذيب عليه، قبل أن يهدده أحد رجال الشرطة ب"الاغتصاب" إذا لم يوقع على محضر مُتهمون فيه بمحاولة قتل شخص شريك لوالده في مشروع فلاحي. وأكد المواطن المسعودي، والدموع متحجرة في مقلتيه، أن الشرطي هدده ب"الاغتصاب" في وقت كان يسمع فيه صوت المشتكي بهم داخل مقر التعذيب خلال فترة الحراسة النظرية. وأكد نفس المواطن، أنهم قضوا 8 أشهر رهن الإعقتال الاحتياطي بسجن تولال بمكناس، قبل أن يقرر قاضي التحقيق عدم المتابعة وحفظ الملف في انتظار ظهور أدلة جديدة، مضيفا أن النيابة العامة استأنفت الملف غير أن الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالعاصمة الاسماعيليةبمكناس، ارتأت تأييد قرار قاضي التحقيق وتحميل الخزينة العامة الصائر مع إلغائها لتصريحات المتهمين المتضمنة في محاضر الضابطة القضائية بعد الاطلاع على قرار الخبرة الطبية التي أجراها طبيب السجن على أعضاء الأسرة الأربعة والتي تؤكد تعذيبهم خلال فترة الحراسة النظرية. وتعود فصول هذا الملف إلى وقت قريب حين جرى مداهمة منزل المشتكى بهم من طرف 11 شرطيا قبل اعتقالهم فيما سجل ثلاثة آخرون من الأسرة في حالة فرار. وجاء اعتقال الأب وأبنائه حسب محضر رجال الشرطة الذي اطلع عليه الموقع، بناء على مكالمة من مجهول أشعرهم فيها بوجود شخص على سكة القطار بمنطقة خالية من المارة وهو مُقيد اليدين والرجلين وفي حالة غيبوبة، لم يستفق منها إلا وهو ممددا على سرير بالمستشفى بعد نقله من طرف سيارة الإسعاف. وبعد استعادة المشتكي لوعيه أفاد رجال الشرطة بأنه يملك أرضا فلاحية يشرف على تسييرها الأب المشتكى به رفقة ابنائه، وبعد أن طلب استرجاع أرضه استدرجه المتهمون إلى المنزل، قبل أن تقدم له زوجة الأب المشتكى به حساءً أدخله في غيبوبة لم يستعد وعيه منها إلا وهو داخل المستشفى. لتنطلق معانات الأب وأبنائه بدءً بالتعذيب داخل مقر الشرطة خلال فترة الحراسة النظرية ثم الإعتقال 8 أشهر متتالية بسجن تولال، قبل أن ينقدهم قاضي التحقيق بعدم متابعتهم مع حفظ املف، بعد أن وقف على التصريحات المتناقضة للمشتكي إضافة إلى ما أثبتته الخبرة التي أجراها طبيب السجن على المشتكى بهم، والتي أكدت تعرضهم للتعذيب. ويطالب الأب وأبناؤه اليوم بفتح تحقيق نزيه وإعادة الإعتبار لهم مع متابعة من أشرفوا على تعذيبهم. يشار إلى أن المشتكي جرى اعتقاله يوم الاثنين 8 أبريل الجاري، بناء على شكاية تقدم بها ضده الأب وأبناؤه يتهمونه فيها بتقديم شكاية كيدية كلفتهم "ظلما وعدوانا" 8 أشهر من السجن إضافة إلى ما واجهوه من تعذيب شديد خلال فترة الحراسة النظرية.