خرجت عدد من القيادات في حزب العدالة والتنمية تقر بالهزيمة التي مني بها الحزب في تشريعيات 8 شتنبر، والتي هوت به من الرتبة الأولى ب125 مقعدا إلى الرتبة الثامنة ب12 مقعدا. وأكد عبد العالي حامي الدين على ضرورة "النقد الذاتي" بعد هذه النتائج، في الوقت الذي اعتبرت فيه آمنة ماء العينين أن الحقيقة هي أن المغاربة عاقبوا حزب العدالة والتنمية. وكتب لحسن العمراني "انهزمنا انتخابيا، ويلزمنا الاعتراف بذلك، واستخلاص ما يلزم من نتائج، والأهم اتخاذ الخطوات العملية الضرورية.. الهزيمة مؤلمة، ولكنها ليست نهاية المسار". واعتبرت ماء العينين أن النتائج صادمة وقاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين، مضيفة أن على الحزب أن يعترف بهزيمته وأن يتدارس بجرأة وشجاعة أسبابها الكامنة والظاهرة. واعتبرت ماء العينين أن استعمال المال وعدم تسليم المحاضر كلها أسباب وإن كانت صحيحة لا يمكن أن تبرر بأي شكل من الأشكال هذا الاندحار المُحزن لحزب تسلمته القيادة الحالية كبيرا قويا متماسكا وتُسَلِّمه اليوم ضعيفا منكسرا. وزادت "الحقيقة أن حزبنا كان طيلة الفترة السابقة حزبا كبيرا بقيادة صغيرة، وعلى الأخ الأمين العام أن يعترف بهزيمة الحزب وأن يقدم استقالته ويدعو إلى وقفة تقييم حقيقية". واعتبرت القيادية بالبيجيدي أن المغاربة عاقبوا حزب العدالة والتنمية، بعدما شعروا بتخلي الحزب عن المعارك الحقيقية وتخليه عن السياسة مع قيادة منسحبة وصامتة ومترددة في أغلب القضايا الجوهرية، فتخلوا عنه، وهذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها بشجاعة، داعية إلى تأمل عدد الأصوات وسلوك الناخب في المدن وعلى رأسها دائرة الرباط المحيط التي ترشح فيها سعد الدين العثماني. وانتقدت ماء العينين العثماني الذي سمح كرئيس الحكومة بمرور قوانين انتخابية كارثية، كما قدم تنازلات غير مدروسة ورفض تفعيل مقتضيات دستورية كان يمكن أن تنقذ الحزب، كما تبنى منطقا إقصائيا حديديا داخل الحزب.