أحسست بالدهشة و الحيرة و الغضب و كثير من المشاعر المتناقضة و أنا أرى الوزير الوفا يؤكد "بوجهه القاسح" أن المغاربة مخطئون بشأن التعليم، و يجزم بثقة عالية في النفس بأن تعليمنا "راه مزيان "، وهو الذي قال في وقت سابق "والله باباه اوباما ماعندو بحال المدارس ديالنا" هل نصدقك آسي الوفا ام نصدق الواقع و التقارير الدولية الصادمة و الصورة السوداوية القاتمة التي ترسمها عن الوضع التعليمي بالمغرب الذي يحتل مراتب متأخرة في أغلب المؤشرات مقارنة مع معظم الدول العربية والإفريقية كإثيوبيا و جيبوتي و السودان ... أمام هذا ليس لي إلا أن أقول لك يا سعادة الوزير" سير كن تحشم شويا". إن هذه الرتب المهينة التي يحتلها تعليمنا ليست إلا انعكاسا لواقع هذا القطاع المريض و المتدهور، و لا أظن أن سوء المناهج ونقص البرامج هي السبب فقط لأن حتى الدول التي نستوردها منها تسبقنا بسنين ضوئية، المشكل و الخلل يكمن في المنظومة كلها ، بدءا من الوزير الذي عوض أن يعترف بواقع التعليم المرير و العمل على إيجاد حلول ممكنة و لأن وعي المشكل نصف الحل، يلقى علينا خطابات وردية و يخلق لنفسه أوهاما لا تمت لواقعنا الحقيقي بصلة، إلى مدرسين لا يعون حجم المسؤولية و عظم الرسالة التي يحملونها (من طبيعة هناك استثناءات) ، ويعتقدون أن التعليم هو نقل المعارف من الكبار إلى الصغار و تحفيظها لهم بأية طريقة ،و لا يملكون أدنى مهارات التواصل ، و غير معَدون بيداغوجيا و اجتماعيا. في الحقيقة التصرفات الغير التربوية للمسؤول عن قطاع التعليم ليست إلا الشجرة التي تخفي الغابة ، فعندما يتحدث "المعلم الأول" عن المدير و" صاحبتو" أمام الملأ أو يسخر من تلميذة أمام زملائها أو يمنح صفر على عشرين لأستاذة أمام تلامذتها ..إلى غيرها من الغرائب التي ليست إلا صورة لواقع معلمي "الأجيال"، مع احترامي و تقديري الشديدين لعدد من النساء و الرجال الذين يتفانون في أداء رسالتهم ويبذلون جهدا في سبيلها. من منا لم يواجه في مساره الدراسي أساتذة معقدون نفسيا، و منحرفون سلوكيا، لا يستحقون أن يمتهنوا هذه المهنة الشريفة و أن يحملوا رسالة الأنبياء، و من منا لا يتذكر زميلا غادر مقاعد المدرسة بسبب أستاذ كرهه في الدراسة ، و من منا لم تخلف لديه حجرات الفصل آثارا نفسية سلبية ، و من منا لم يفقد يوما الأمل والثقة في جدوى التعليم داخل الوطن ولم يفكر في مغادرته من أجل التحصيل . لا يختلف إتنان عن أن التعليم هو أساس تطور وتقدم الأمم، لذلك فأن الدول المتقدمة تضع معايير تقويمية دقيقة في اختيار معلمي أجيالها ، و أولت ذلك العناية الفائقة لأنهم يعرفون جيدا ان التعليم ليس مجرد مهنة عادية و أنه لا يمكن التهاون في هذه الامور بأي حال من الأحوال.. و ها هي الآن تقطف الثمار. أما عندما تصبح هذه المهنة مهنة من لا مهنة له كما هو الحال عندنا، وعلى رأسها وزير "ما بينو وبين التعليم و التربية غير الخير و الاحسان"، فليس لنا إلا أن ندق ناقوس الخطر و نردد : فين غادي بنا أخويا فين غادي بنا دقة تابعة دقة شكون يحد الباس