مشادات وملاسنات واتهامات بالجملة داخل أشغال المجلس لكم. كوم - "ممنوع الصحافة.. الله يخليك غادر القاعة" هكذا يُخاطَب كل صحافي وُجِد داخل قاعة قصر المؤتمرات بالصخيرات، وهي تحتضن يوم السبت 30 مارس، المجلس الوطني الثاني لحزب "الأحرار"، بعد أن تحولت القاعة إلى حلبة للصراع وتبادل الاتهامات والشتائم، مباشرة بعد أن هاجمت فاطمة الليلي، عضوة المكتب السياسي للحزب أشخاصا كانوا يقاطعونها، بالقول: "أنا عارفة البلطجية ديال الدارالبيضاء". لم يستسغ ممثلو جهة الدارالبيضاء هذا الوصف، إنهم يرغدون ويزبدون محاولين إيقاف قيادية الحزب عن الكلام في وقت يطالب فيه أنصارها الصحراويون من جانب آخر داخل القاعة بمواصلتها للحديث، قبل أن يتقدم أحد برلمانيي الحزب عن جهة طنجة، صوب الغاضبين ويحاول تهدئتهم بالقول: "راه هادشي لي باغيا هي، باغيا تنسف المجلس الوطني". سَحْبُ المهاجِمة لعبارتها، مع تدخل لمزوار هما من أعاد للقاعة هدوئها:" علينا أن نترفع عن الخلافات الثانوية و نركز على ما هو أساسي" يقول مزوار ثم يضيف:" الظرفية صعبة للغاية وهناك من يتربص بحزبنا، نعم هناك من يريد أن يقدم الحزب للرأي العام على أنه فقط حزب مشادات وصراعات.. نحن القوة السياسية الثالثة في البلد.. والعالم يراقب حزب التجمع الوطني للأحرار والغربيون يراهنون على حزب الأحرار كبديل سياسي في المستقبل بالنسبة للمغرب، وأنا أعي ما أقول..". لم تكن حادثة السير هذه الوحيدة التي شهدها اللقاء، فما أن تستأنس القاعة بهدوء ظرفي قصير حتى تتعالى الأصوات من كل الجنبات:" " هؤلاء الأشخاص الموجودين على منصة القاعة لا نعرف أسمائهم نريدهم أن يقدمون لنا أسمائهم" يقول أحد أعضاء المجلس الوطني وهو يشير إلى أعضاء المكتب السياسي الموجودين على منصت القاعة. بدا تأثير هذا الكلام جليا على مزوار من خلال حركة سريعة من يديه، قبل أن يهم واقفا في اتجاه أنيس بيرو، الوزير السابق مسير القاعة، الذي رحب بمطلب المتدخل و حاول الشروع في تقديم أعضاء المكتب السياسي قبل ثنيه عن ذلك من طرف مزوار" هذه ليست صورة إجابية عن حزبنا، هؤلاء انتخبوا في مجلس وطني، أطلب منكم أن تترفعوا" يقول مزوار، فيتردد صوت داخل القاعة: " مافيها والو السيد الرئيس بغينا نعرفوا غير سمياتهم". إذا لم يسمحوا لنا بالكلام سننسحب منذ الساعات الأولى كان كل شيء داخل قصر المؤتمرات يوحي بهبوب العاصفة. أمام إحدى قاعات قصر الصخيرات، يقف قيادي الحزب ابراهيم الحافيظي صحبة جماعة من أنصاره، يتداولون حول المجلس وكيفية سير أشغاله. قرابة 10 أعضاء، رجال ونساء، يصغون في خشوع للحافيظي : "أنت غادي تدخل هو الأول من بعد أنت، أنت غادي تهضر في ما هو تنظيمي وأنت غادي تهضر..". غير بعيد عن هذه الجماعة، وتحديدا قرب القاعة الملكية، يقف مجموعة من الأشخاص ينتمي معظمهم إلى جهة الصحراء. يبدو أنهم غير راضون على ما يجري داخل الحزب ولا على كيفية تدبير أموره. " علينا أن نسمع صوتنا، إذا تكلم أحدنا وتمت مقاطعته علينا التدخل لإفساح المجال أمامه، وإذا أصروا على مقاطعتنا سننسحب" تقول فاطمة الليلي، وهي الوحيدة داخل مركز القرار الحزبي، المنتمية لجهة الصحراء، قبل أن يقاطعها أحدهم " علينا أن نتحين الفرصة للكلام لكن علينا أن نعبر بنضج وحضارة على موقفنا". تقول ليلي للموقع، وهي في منتهى الغضب: لم نتوصل بالقانون الداخلي من المنسقين إلا يوم الثلاثاء، ويطلب منا رأينا فيه، كيف لنا أن نصادق على قانون لم نطلع عليه". بدوره عبد الله سلمي، المنتمي لجهة الصحراء يشاطر فاطمة ليلي في أنه جرى إقصاء كبير لجهة الصحراء ويؤكد أن جهة كلميمالسمارة لا يمثَّلون بصفة رسمية، مؤكدا على وجود تحالفات جهوية ضد جهة الصحراء. نريد ان نعرف علاقتنا بحزب الأصالة والمعاصرة مباشرة بعد فتح باب تسجيل المداخلات كثر الهرج والمرج داخل القاعة، شاب في عقده الثالث يقترب من عدد من الجالسين بقرب موقع "لكم. كوم"، فيحثهم على تسجيل أسمائهم قبل أن يمدهم بعبارة نطقها بالفرنسية، توجه تدخلاتهم. لم يحترم أي من المتدخلين الوقت المسموح له فيه الكلام، الجميع يبدو متعطشا للحديث:" بعد 8 أشهر وأنا صامت أنتظر فرصة المجلس الوطني للحديث وحين جاء أعطيت لنا دقيقتين للكلام ماذا عساي أن أقول في دقيقتين حول التقرير السياسي ووضع الحزب، عندما نعلق على شؤون حزبنا في أماكن أخرى نتهم بالتشويش، فأين تريدوننا أن تكلم إن لم نتكلم داخل بيتنا، دقيتين لا تكفيني في الكلام لذا أحتفظ لنفسي بحق الكلام في أمكان أخرى" يقول متدخل والغضب يطفح من وجهه". تعددت مطالب المتدخلين وتنوعت "نريد أن نعرف طبيعة علاقتنا بحزب الأصالة والمعاصرة..، نريد أن نعرف موقف حزبنا من صندوق المقاصة..، نريد أن نعرف موقف حزبنا من مشروع إصلاح منظومة العدالة.." أحدهم قال موجها خطابه لمزوار إننا نساندك، فقاطعه آخر بصوت مرتفع "أنت تعبر عن رأيك لوحدك". الوضع مخيف جدا والحكومة تقود البلاد إلى الهاوية أمام قرابة 553 عضو من أصل 800 عضو من أعضاء المجلس الوطني، يقف مزوار متحدثا عن وضع الحزب ومساهمته التاريخية في مسيرة البلاد. لم يحدث أن ظهر مزوار واثقا من نفسه كمثل ما ظهر به اليوم، بعد الضربات الموجعة التي تلقاها عقب نشر وثائق في الصحافة تثبت تبادله لعلاوات بينه وبين الخازن العام للملكة نور الدين بنسودة بشكل غير قانوني، حسب العديد من المصادر المتطابقة. برباطة جأش، يؤكد مزوار على أن سنة 2013، ستكون سنة الكوارث بعد أن تعم الأزمة كل القطاعات وتغلق المقاولات ويتم تسريح العمال. أفظع من ذلك بكثير، يؤكد مزوار أن الوضع خطير والحكومة تقود البلاد إلى الهاوية بعد أن لوحت الأغلبية الحكومية بقرار تقليص ميزانية الاستثمار، وهذا بحسب مزوار أكبر ضربة لدينامية النمو ولكل ما راكمه المغرب من مكتسبات. ويرى مزوار أن خطاب الحكومة حول تقليص ميزانية الاستثمار يشكل تهديدا خطيرا للإقتصاد. لأنه كيف يمكن للقطاع الخاص والمؤسسات الدولية أن تثق في المغرب وتستثمر أموالها إذا كانت الحكومة تقلص من ميزانية الاستثمار. مزوار لم يفوت الفرصة دون أن يوجه ضربات تحت الحزام لخصمه بنكيران عندما اتهمه بقطف ثمار الحراك المغربي، مشيرا إلى أنهم عندما كانوا في الحكومة واجهوا الأزمة برزانة على خلاف بنكيران وفريقه الذين يتهربون من مسؤوليتهم عبر خلق معارك وهمية والتركيز على التشهير بالمعارضين للفت أنظار الرأي العام، بدل التركيز على قضايا الشعب الملحة.