من أجل توضيح الواضحات، فهذه الأسطر كانت نتيجة لحوار دار بيني و بين أحد الأساتذة، الحاصلين على " ماستر" حسب قوله، حول تدريس الأمازيغية ، إذ بدأ الأستاذ حديثه بما يلي :" إن الطفل الذي يتلقى دروسا في الأمازيغية لا يتفاهم مع والديه في البيت، لكون هذه اللغة التي يتعلمها في المدرسة ليست لغة وسطه و لا تتحدثها عائلته". تساؤل غبي لا يملك أساسا و لا سندا من "مثقف" حسب قوله، و أضاف أنه سيعلم ابنته اللغة العربية و الفرنسية كما سيعمل على عدم تعليم بنته لهذه اللغة "المختبرية" أي الأمازيغية. لم أشأ أن أدخل في متاهات فكرية، خصوصا مع من يدعون المعرفة و العلم لأننا عندما نناقشهم يظنون أننا ننتقص من شأنهم أو أننا نتطاول عليهم خصوصا عندما يكون فارق العمر كبيرا. إذ لا يرضون ان يعلمهم من هم أقل منهم سنا. أجبته بتعبير من العيار الثقيل : " إن الطفل الذي يتعلم اللغة العربية الفصحى، و اللغة الفرنسية، لا يتفاهم بها مع أبويه الأميّين، خصوصا عندما يكون الأبوان أمازيغيان لا يعرفان "الحمد" في لغة ما فكيف أن يتفاهم معهم؟". أردفت قائلا : " هل يمكن أن نعرف لغة ما بدون دراستها ؟ "، إن قام كل الآباء يما ستقوم به فلن يدرس أحد، و لن تكون هناك مدرسة عمومية. أي إن كنت انت لا تريد تعليم ابنتك اللغة الأمازيغية، وأب أمازيغي لا يريد تعليم ابنه اللغة العربية و آخر اللغة الفرنسية، حين إذن سنكون في مدارس متعددة و لن ترضي الجميع. أمر مثير للاستغراب فعلا، و مازاد الطين بلة هو سؤال أغبى من الأول : " أي أمازيغية نريد أن يدرسها أبناء المغرب؟ هل لهجة تسوسيت، تاريفيت، تزايانيت...أو تمازيغيت ن الجنوب الشرقي؟" و أضاف أن حرف تيفناغ ليس حرفا مغربيا. لم اترك اللحظة تمر بدون ان أرد قائلا : هذا جهل و أرجوك أن تبعد جهلك عنا كي لا يعم الجهل القوم و نصبح اجهل منك . "هل نحن نتعلم و ندرس لهجة " مراكش، فاس، أم ماذا ؟" و هل الحروف الأرامية و اللاتينية حروف مغربية؟ كل ما اتذكره أنني تعلمت "العربية الفصحى " أو ما يسمى "العربية المعيار" بالرغم أنني و مجموعة من التلاميذ الأمازيغ وجدنا مشاكل في التأقلم معها في البداية، إذ كنا نخلط "شعبان برمضان" خصوصا في مادة التعبير و الانشاء. ختمت حواري بكون اللغة تنمو و تتجدد، و أننا أمام عصر جديد و بالتالي مفردات جديدة، لهذا وجب تكييف، اشتقاق أو اقتراض كلمات من هنا و هناك، إذ ليست هناك لغة ما لا تتطور بهذه الأشياء التي أردفناها.