ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمازيغية الريف ضد أمازيغية سوس!
نشر في هسبريس يوم 16 - 01 - 2013

تطرح قضية الإختلافات المعجمية والفونيتيكية Phonetic (وليس الفونولوجية Phonological) بين بعض لهجات اللغة الأمازيغية، في المغرب خصوصا والعالم الأمازيغي عموما، بعضَ الإشكالات والحساسيات لدى بعض المهتمين بالموضوع، بشكل يوحي إليهم بأن القضية مسألة "إما أبيض وإما أسود"، فإما التوحيد والطحن العشوائي للهجات والتنوعات وإما فصل اللهجات وتحويلها إلى لغات منفصلة ومستقلة. أما الشيء الذي يغيب عن بال الكثيرين فهو أن لهجات وتنوعات الأمازيغية أقرب إلى بعضها البعض مما يتصوره حتى الناطقون بها.
خرافة "عدم تفاهم" الريفيين والأطالسة والسوسيين:
يحلو لبعض الريفيين مثلا القول بأن "الريفية لغة مختلفة عن بقية اللغات الأمازيغية". بل إن البعض منهم تأخذه العزة بالجهل فيفتخر بأنه لا يفهم اللهجة السوسية/الشلحية ولسان حاله يقول: "أنا لا أفهم ولا أريد أن أفهم!". ويمكن أن نقول العكس حول بعض السوسيين مثلا.
أما بعض الذين يعارضون الأمازيغية ككل فقد استخدموا الحجة المزيفة حول "عدم تفاهم الريفيين والسوسيين والأطالسة" كذريعة لإظهار اللغة الأمازيغية على أنها مجرد لهجات متشرذمة ممزقة لا نفع فيها ولا يتفاهم بها حتى أهلها. بينما الحقيقة هي أن الأمر يتعلق ببعض "الصعوبات في التواصل السلس" الناتجة عن عدم التعود على سماع واستخدام لهجات مختلفة وبعيدة، ولا يتعلق الأمر ب"انعدام التفاهم".
فحالة "انعدام التفاهم" تنطبق على شخصين مختلفي اللغة تماما، مثل صيني لا يفقه الإنجليزية وأمريكي لا "يقشع" الصينية. أما الناطقون بلهجات الأمازيغية فلا تنطبق عليهم حالة "عدم التفاهم" لأن الحد الأدنى من التفاهم موجود أتوماتيكيا لديهم جميعا (إلا من شمّعَ أذنيه أو أرسل دماغه في عطلة مفتوحة). هذه "الصعوبات في التواصل السلس" بين بعض اللهجات ناتجة إذن عن عوامل موضوعية تتمثل في الإنعزال الجغرافي والتعتيم الإعلامي والقحط المدرسي.
ومن المعروف أن لهجات الأمازيغية المتجاورة جغرافيا مفهومة لدى الجميع بمنتهى السهولة، كما هو الحال مع أمازيغية الريف وأمازيغية الأطلس المتوسط المتجاورتين، وأمازيغية الريف مع أمازيغية شمال غرب الجزائر، وأمازيغية الجنوب الشرقي وأمازيغية سوس المتجاورتين، وأمازيغية القبايل وأمازيغية الشاوية المتجاورتين في شرق الجزائر. أما بعض صعوبات التواصل السلس فهي تظهر لدى الناطقين ببعض اللهجات الأمازيغية المتباعدة بمئات أو آلاف الكيلومترات مثل أمازيغية الريف وأمازيغية سوس، أو أمازيغية الأطلس وأمازيغية الطوارق.
فلا يمكن أن نتوقع من المواطنين إتقان التواصل إتقانا كاملا (عبر المناطق المتباعدة) بلغة لم يدرسوها يوما في المدرسة، ولم يُسمح لهم أبدا باستخدامها في المؤسسات والإدارات، ولا بالإستماع إليها عبر شاشة التلفاز وأمواج الراديو طيلة نصف قرن من الزمن.
ولأن النظام النحوي والصرفي متطابق تطابقا تاما بين كل لهجات اللغة الأمازيغية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التطابق المعجمي، فإن أي ناطق بإحدى لهجات الأمازيغية يمكن له أن يتقن أية لهجة أخرى (بعيدة جغرافيا) إتقانا تاما في ظرف بضعة أسابيع على الأكثر، إذا كانت لديه الإرادة والإهتمام. وكل ما عليه أن يفعله هو شيء من التمرن على التواصل مع الناطقين باللهجات الأخرى، أو الإطلاع على المؤلفات والكتب المتاحة، أو الإستماع للأغاني ومشاهدة الأخبار والأفلام والوثائقيات الأمازيغية والإنتباه للترجمات...إلخ. فالأمر يقتصر على المقارنة بين الكلمات و"التعابير المفتاحية" في لهجة معينة ومرادفاتها في اللهجة الأخرى. أما النحو والصرف فهو مشترك وموحد بشكل طبيعي لدى كل لهجات الأمازيغية.
إلا أن الحواجز السايكولوجية (عقدة البربري الذي يريد أن يبرهن على أنه "متحضر" يعرف الدارجة والعربية والفرنسية) والحواجز الإقتصادية والسياسية والجغرافية تتسبب في صرف الناس عن الإهتمام بإتقان لهجات الأمازيغية أو حتى عن مجرد محاولة الإنتباه إليها. وتدفعهم تلك الحواجز إلى الإنصراف إلى انشغالات معيشية وفكرية أخرى ومن بينها تلقين الدارجة والعربية والفرنسية لأنفسهم وأولادهم للنجاة من "الجحيم البربري" (الفقر، الإقصاء، التحقير...). ولا يتمكن من تجاوز تلك الحواجز وإتقان لهجات الأمازيغية إلا من يملك حافزا شخصيا (الوعي والإهتمام) أو أكاديميا (البحث العلمي) أو اقتصاديا (التجارة) أو اجتماعيا (الهجرة، العلاقات الإجتماعية...). إلا أن دخول الأمازيغية إلى الإعلام العمومي في المغرب والجزائر وليبيا مؤخرا سيحذف تلك الحواجز أمام الجميع تدريجيا، ومن بينها حاجز المسافات الجغرافية بين الأقاليم المتباعدة وحاجز الحدود السياسية بين الدول الأمازيغية.
المغاربة يتقنون المصرية واللبنانية والفرنسية ويجهلون الأمازيغية:
وعلى ذكر المسافات الجغرافية فكثير من المغاربة يفهمون اللهجات/اللغات المصرية والسورية واللبنانية والحجازية رغم البعد الجغرافي الكبير عن آسيا. والسبب هو أن الدولة المغربية لم تمنع تلك اللغات واللهجات الأجنبية من الظهور في التلفزة، بل إنها شجعت على استيرادها وإذاعتها منذ الإستقلال.
وهكذا "استفاد" المغاربة والمغربيات من "دورات تكوينية مكثفة" في مادة اللهجات المصرية والعربية خلال "موسم دراسي" مدته نصف قرن من استهلاك واجترار الأفلام والأغاني والمسرحيات والمسلسلات المصرية والعربية والمدبلجة، والتي تستوردها التلفزات المغربية من الشرق الأوسط، وتبثها صباح مساء. ونفس الشيء يمكن أن نقوله عن الفرنسية التي يفهمها جزء من المتعلمين المغاربة بفضل أطنان البرامج المبثوثة بالفرنسية على التلفزات والإذاعات المغربية ليل نهار. بينما الإنجليزية مثلا، رغم هيمنتها العالمية، تبقى شبه مجهولة بالمغرب، لسبب بسيط هو أن ميادين الإعلام والتعليم بالمغرب تركز في الأساس على الفرنسية والعربية والدارجة.
شيوع اللغات (أجنبية كانت أو محلية) وارتفاع فهمها لدى الناس أصبح اليوم مرهونا بكمية البرامج المبثوثة بها عبر وسائل الإعلام والترفيه محليا. واللغات الأجنبية التي تقتحم قاعة الدرس وغرفة الجلوس في البيت والمقهى وقاعة السينما ونادي الإنترنت هي التي ستسيطر وتشيع لدى الشباب حتى لو كانت لغات أجنبية آتية من بلدان بعيدة. بينما يمكن للغات المحلية أن تصبح غريبة لدى أهلها ومنبوذة في وطنها وعقر دارها إذا تم إبعادها عن وسائل الإعلام والتعليم والترفيه، مثلما حصل مع الأمازيغية بالضبط. فالمواطن المغربي يفهم اللهجات الأجنبية المشرقية أو الفرنسية أو الإسبانية بسهولة نسبية لأنه "مبرمج" على ذلك في المدرسة وعبر الإعلام منذ طفولته وطيلة حياته.
لهجات الأمازيغية: الطرح الريفي "الجهوي الإنفصالي"
أولا يجب التنبيه إلى أن الناطقين بالأمازيغية في الريف لا يسمون لغتهم "تاريفيت". فهذا اسم مصطنع وأجنبي عن الريف يستخدمه فقط "اللاريفيون". سكان الريف يسمون لغتهم "ثامازيغت" Tamaziɣt مثل سكان الأطلس المتوسط بالضبط. إلا أن مصطلح "تاريفيت" أو "الريفية" أصبح يظهر في وسائل الإعلام الإلكتروني والكتب والجرائد بسبب كثرة استخدامه من طرف "اللاريفيين" فأصبح يبدو وكأنه مصطلح لغوي محلي أصيل موجود منذ مئات السنين، وهو ليس كذلك. ف"الريف" هو اسم المنطقة وليس اسم اللغة.
ويلاحظ أن بعض الحركات والجمعيات التي تتبنى أفكار "الحكم الذاتي للريف" جد ميالة لفكرة فصل أمازيغية الريف عن بقية اللغة الأمازيغية وتأسيس ما تسميه ب"اللغة الريفية" على غرار ما يحاول بعض القبايليين بالجزائر فعله حينما يتحدثون عن ما يسمونه ب"اللغة القبايلية" (في إطار مشروع "الحكم الذاتي للقبايل" أيضا).
هذا الطرح اللغوي الريفي "الإنفصالي" يستلذ فكرة "الإستقلال اللغوي الريفي" التي يمثل حسب رأي هؤلاء "حماية لصفاء ونقاء لغة الريف" وإنقاذا لها من الإنقراض والذوبان في اللهجات واللغات الأخرى. هذه الصورة الوهمية قد تبدو جذابة للبعض لأول وهلة قبل أن ننتبه (بعد التمعن في تركيبة لهجات الأمازيغية) إلى أن كل تنوعات ولهجات الأمازيغية ليست سوى امتداد لبعضها الآخر وهي أكبر ضمانة لحماية بعضها البعض أيضا. فلهجات الأمازيغية إذا تم تقسيمها إلى لغات مناطقية منفصلة ستكون أضعف من أن تلعب أي دور اقتصادي أو اجتماعي أو علمي أو تنموي على مستوى المغرب أو على مستوى العالم الأمازيغي. بل إن تلك اللهجات/اللغات المقسمة ستكون غير ذات منفعة عملية ومؤسساتية على المستوى الوطني مما سيؤدي إلى اضمحلالها والإستعاضة عنها بلغات أخرى موحدة عابرة للحدود بين العمالات والأقاليم والدول. والنتيجة النهائية هي تقوقع واختناق كل لغة/لهجة في سجنها الإختياري المحلي الهامشي معزولة عن الديناميكية الوطنية و"التيار الثقافي الرئيسي" أو ما يسمى بالإنجليزية mainstream.
أما ما يتخيله البعض حول "توحيد مستقبلي للغات الأمازيغية المفصولة" فهو محض فنتازيا غير ممكنة الحدوث ومعاكسة لمنطق الأشياء. فبمجرد فصل اللهجات عن بعضها البعض بشكل نهائي (عبر قرار سياسي أو عبر سياسة تعليمية) وتحويلها إلى لغات مستقلة، ستبدأ عملية التقولب والتحور والتطور المنعزل في أخذ مجراها معززة بالترسيخ المؤسساتي والأكاديمي للإنفصال، وسيتكفل الزمن بالباقي عبر مسلسلي التراكم والتشعب اللانهائيين. فرضية "التوحيد المؤجل أو المستقبلي" هي نموذج للتفكير الميكانيكي الذي يعامل اللغات وكأنها إسمنت ورمل وماء يخلطون تحت الطلب. أما الحقيقة التي لا تدحض فهي أنه لم يحدث أبدا في التاريخ أن تم توحيد لغتين أو ثلاث لغات حية مقروءة مكتوبة ممعيرة وتحويلها إلى لغة واحدة. فاللغات "كائنات حية" مستقلة تتطور وتتحور بشكل مستمر، وهي غير قابلة للذوبان والإندماج والتوحد مع لغات أخرى. فإما تحيا وتستمر في التطور بشكل مستقل وإما تموت مفسحة المجال للغات أخرى.
أما لهجات اللغة الأمازيغية فهي لم تبلغ بعد مرحلة اللغات المنفصلة عن بعضها البعض رغم أن مسلسل التلهيج والتمايز الفونيتيكي قد بدأ بشكل جد بطيء منذ عدة قرون على الأقل.
إلا أنه لحسن الحظ مازال هذا "المسلسل" بعيدا جدا عن الإكتمال. وكل الإختلافات بين اللهجات تبقى جد سطحية. لهذا فإن الجمع بين لهجات الأمازيغية ومعيرتها بشكل تدريجي وهادئ (وليس تذويبها وسحقها عنوة) هو الحل الأفضل والأكثر اقتصادية ومعقولية. فالتطابق النحوي والفونولوجي والتطابق المعجمي شبه الكامل الذي يوجد بين كل لهجات الأمازيغية يجعل فصلها عن بعضها البعض فكرة عبثية مكلفة وغير ذات جدوى. كما أن ذلك الفصل سيؤدي إلى إضعاف المشروع الحضاري الوحدوي الأمازيغي الذي تشكل اللغة الأمازيغية والنهضة العلمية والفكرية حجر أساسه.
لهجات الأمازيغية: الطرح السوسي "المركزي التذويبي"
يتلقى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية انتقادات مستمرة من طرف الجمعيات والمهتمين بمسألة اللهجات بالذات، حول طريقة تدبيره للتنوعات الأمازيغية. ورغم أن بعض الإنتقادات تميل إلى المبالغة والتهويل إلا أن بعضها الآخر محق حول غلبة "الطابع السوسي" على التوجه الأكاديمي للمعهد ومنشوراته. فالمعهد يتبنى مثلا طريقة التهجئة السوسية التي تهمل حرف e تماما (وهو تقليد كتابي سوسي محلي).
وهذا يتضح في الأمثلة التالية:
كلمة Tudert (الحياة) يكتبها المعهد: Tudrt على الطريقة السوسية.
وكلمة kecmen (دَخَلُوا) يكتبها المعهد: kcmn
وكلمة aselmed (التعليم) يكتبها المعهد: aslmd
وكلمة isekkilen (الحروف) يكتبها المعهد: iskkiln
وكذلك كلمة iẓẓelmeḍ (الشمال) يكتبها المعهد: iẓẓlmḍ
(لاحِظْ تكدس الصوامت وصعوبة النطق حينما نزيل حرف e الأمازيغي).
ومن المعلوم أنه باستثناء سوس، تحرص كل التقاليد الكتابية الأمازيغية والقواميس والدراسات والمؤلفات الأمازيغية الحديثة (المغربية والجزائرية والليبية والطوارقية) على كتابة الصائت القصير e كلما وجبت كتابته، وذلك لأهميته في تسهيل القراءة والنطق، ولمنفعته البيداغوجية والإنشادية. فالكلمات الأمازيغية تكون سهلة النطق والقراءة والإنشاد إذا كانت صوائتها (a,i,u,e) مدونة بالكامل.
كما أن بعضا من مؤلفات المعهد الملكي تعطي انطباعا بأن الكلمات الأمازيغية المتداولة في سوس تحظى بالأولوية، بينما تبقى مرادفاتها الريفية والأطلسية في الخلف أو تختفي تماما. وهذا يشكل إفقارا وتقزيما فظيعين للأمازيغية. طبعا هناك استثناءات ولكن "الطابع السوسي" العام لا تخطئه العين خصوصا في الكثير من ترجماته التي يقترحها على المؤسسات العمومية والإعلامية. ونلاحظ أن الظواهر الفونيتيكية والأساليب البلاغية الريفية هي فقط "ضيف شرف" في منشورات المعهد وليست جزءا محوريا فيها. إذن فالمعهد الملكي يميل أكثر إلى نظرة يمكن وصفها ب"النظرة المركزية التذويبية".
تأتي معظم الإنتقادات الموجهة للمعهد من الريف. أما صوت الأطلس والجنوب الشرقي فهو ضعيف أو غير واضح. يشعر كثير من المهتمين بالأمازيغية في الريف (عن حق) بالنفور والمرارة وخيبة الأمل بسبب هذا "الطرح التذويبي" والظهور الهامشي للبصمة الريفية في إنتاجات وإصدارت المعهد وبرامجه اللغوية والتربوية. وهكذا تتولد لديهم مشاعر الغبن والرفض والإستنكار ونظرية "المؤامرة السوسية" و"السيطرة السوسية" وبعض النزعات القبلية والمناطقية الأخرى. وهي كلها أفكار هدامة وسلبية لا تساهم إلا في تعقيد الأمور وعرقلة تطوير الأمازيغية. لا داعي لتبني "نظرية المؤامرة السوسية" لأنها قمة السخافة. الأمر يتعلق فقط ب"قِصَر النظر" ونقص في الإجتهاد لدى المعهد.
الحل الوسط المتوازن والموحِّد: اللغة الأمازيغية الموسَّعة
الحل المتوازن الذي يتوافق مع الحقائق على الأرض ومع مبدإ المساواة بين اللهجات ويتوافق مع خصائص الأمازيغية هو اعتبار أمازيغية الريف (مثل التنوعات الأخرى) جزءا مركزيا من اللغة الأمازيغية وليس "مروقا شاذا" أو "تنوعا محليا محكوم عليه بأن يبقى محليا". هذا يعني أن الظواهر الفونيتيكية الريفية هي أيضا جزء مركزي من اللغة الأمازيغية ويجب أن تكون ممثلة ومندمجة بعمق في اللغة الأمازيغية المدرسية وفي الكتاب المدرسي الأمازيغي الوطني الموحد.
يجب تدريس النطق الريفي والأسلوب الريفي والكلمات المرادفة الريفية بشكل منهجي methodical ومتماسك consistent على قدم المساواة مع النطق والمترادفات الأطلسية والسوسية وحتى الجزائرية والليبية إن أمكن، لتلاميذ الأمازيغية في كل مدارس المغرب. وهذا التدريس يجب أن يتم بشكل متدرج يبدأ باللهجة المحلية في السنوات الدراسية الأولى، ثم ينتقل نحو تدريس التنوعات الأخرى ونحو المعيرة الهادئة والتوحيد المتدرج عبر السنوات الدراسية الموالية في مسيرة التلميذ(ة).
أما كل الكلمات الأمازيغية الموحدة أصلا، مثل: Tafliwt (سبورة)، Aserram (منجرة)، Tanakat (مقلمة)، Asafag (طائرة)، Aseglem (صاروخ)، Aman (ماء)، Timessi (نار)، Tafawt (ضوء)، إلخ...، فهي تدرس طبعا بشكل فوري للتلاميذ لأنها لا تحتاج إلى أي تدرج أو معيرة.
حينما يتعلم التلميذ كيفية كتابة لهجة منطقته ثم لهجات المناطق الأخرى البعيدة وكيفية التعرف عليها وكيفية الإنتقال من لهجة إلى أخرى، سيتمكن من تطوير مهارات تواصلية فعالة (عبر سنوات الدراسة) تمكنه من فهم كل النصوص والتعبيرات الأمازيغية مهما كان مصدرها أو لهجتها أو نطقها أو أسلوبها التعبيري. والنتيجة النهائية هي: جيل جديد من التلاميذ والطلبة القادرين على التعبير الشفوي والإنتاج الكتابي بلغة أمازيغية حية موسعة ثرية متطورة، ومفهومة من طرف الجميع.
مشكلة بعض الذين ينادون بتوحيد فوقي مركزي فوري وصارم للأمازيغية (أي سحق التنوعات أو تجاهلها) هي تأثرهم العميق بالنموذج اليعقوبي الفرنسي المركزي. والبعض الآخر يريد استنساخ التجربة العربية المتمثلة في ازدواجية العامية والفصحى. الأمازيغية لا يجب أن تصبح "يعقوبية فرنسية" ولا "عامية" ولا "فصحى". هذه النماذج، بكل بساطة، لا تصلح للأمازيغية.
مصلحة الأمازيغية هي في أن تبقى لغة حية مرتبطة بالحياة اليومية أولا (في المدن والقرى) وأن تصبح ممعيرة بالتدريج ثانيا. أي أن تكون لغة وسطية بين مستوى الإستخدام اليومي الشعبي واللهجي ومستوى الكتابة والأدب والعلوم. وهذه "الوسطية" لا تتحقق إلا بنظرة مستوعبة للتنوع وغير خائفة منه. بعبارة أخرى: عقلية "كلمة واحدة لشيء واحد" هي عقلية يعقوبية فرنسية مركزية فاسدة تقتل التنوع الطبيعي في اللغة وتفقر الثقافة والإنسان. أما في الميادين التي تتطلب بعض "المعيرة المركزية" كالإدارة والقضاء، فحينئذ تصبح المعيرة المتبصرة المتوازنة ضرورية (كمعيرة مصطلحات الإدارة والتوثيق والقوانين).
التدافع السياسي وخدعة "الأمازيغية مِلك لكل المغاربة":
لاحظنا جميعا أن بعض المناوئين للأمازيغية بدأوا مؤخرا يحاولون إعادة معركة الحرف إلى الواجهة لاستبعاد الحرفين التيفيناغي واللاتيني وفرض كتابة الأمازيغية بالحرف العربي (مستغلين تعثر تعليم الأمازيغية والتغيرات السياسية). وهدفهم طبعا هو تركيع الأمازيغية وتعريبها ومنعها من التطور السريع. أما تبريراتهم التي يسوقونها للشعب فهي قديمة جديدة (الفتنة، التقسيم، الحرب الأهلية، الفرنكوفونية، الحرف اللاتيني المسيحي، المؤامرة الصهيونية، المؤامرة على العربية، المؤامرة على الإسلام...). وكلها اتهامات تستقي من "أدب المؤامرة الكبرى" العجائبي، وتتراوح نكهتها بين الكوميديا و"التقشاب" من جهة والتخويف والترهيب من جهة أخرى.
أما مقولة "الأمازيغية مِلك لجميع المغاربة" التي يكثر خصوم الأمازيغية من ترديدها فالمقصود بها هو تبرير تدخلهم السلطوي التعسفي في شؤونها التقنية عبر مبدإ "حاميها حراميها". فخصوم الأمازيغية يريدون أن يكون لهم رأي نافذ في مسيرة تطور الأمازيغية (الحرف، التدريس، المأسسة...) فقط لكي يتسنى لهم "وضع أيديهم على عجلة القيادة" ثم "تدوير عجلة القيادة" وتوجيه الأمازيغية إلى أقرب "شجرة" ترتطم بها ارتطاما لا تقوم لها بعده قائمة.
نعم، الأمازيغية مِلك لكل المغاربة. هذه مقولة صحيحة 100%. ولكن كثيرين من الذين يرددونها لا ينتبهون إلى الأساس المنطقي الذي تنبني عليه وهو: "كل المغاربة أمازيغ".
فهل هؤلاء الذين يصدعون رؤوسنا ليل نهار بمقولة "الأمازيغية مِلك لكل المغاربة" مستعدون لتحمل أساسها المنطقي؟ أم أنهم سيتنصلون منه ويريدون فقط أن يستفيدوا من فوائد "تملك الأمازيغية" وتقرير مصيرها حسب أجنداتهم السياسية وميولاتهم الثقافية؟
فإذا اعترفوا بهويتهم الأمازيغية فلماذا يريدون إذن فرض حرف أو اتجاه معين لا يريده إخوانهم الأمازيغ من لغويين وكتاب ومبدعين ومناضلين ومناصرين وهبوا حياتهم ووقتهم وطاقتهم للأمازيغية؟!
أما إذا تنصلوا من هويتهم الأمازيغية مع إصرارهم على "تملك الأمازيغية" فالنتيجة المنطقية هي أنهم لا يريدون بالأمازيغية خيرا. فالإنسان الذي يصر على تملك شيء يعتبره غريبا أو مشبوه المصدر، لا يريد به خيرا أبدا.
أما آخرون فقد بلغ بهم الإستخفاف بالأمازيغية ومحاولة حصارها إلى القول بما مفاده أن "الشعب يجب أن يستفتى حول الأمازيغية المعيارية واللهجات والحرف وإجبارية التدريس".
لاحظوا الإستخفاف. فمعظم الشعب المغربي جاهل أميٌّ في الأمازيغية (بمعنى الأمية الكتابية)، وهو ضحية للسياسات الفاسدة للدولة المغربية التي تسببت في تجهيله في لغته الأمازيغية وتاريخه الأمازيغي.
فكيف يعقل أن يتم استفتاء شعب أمي، لا يعرف كتابة جملة أمازيغية مفيدة واحدة بشكل سليم، حول أمور تقنية دقيقة كالمعيرة واللهجات والحرف واستراتيجية التدريس والتطوير؟! خصوصا وأنها أمور دقيقة تستعصي أحيانا حتى على اللغويين والأكاديميين المتخصصين!
أما إذا أردنا أن نساير هؤلاء المناوئين للأمازيغية في أفكارهم الإستفتائية الشعبوية العجيبة فسنتقترح عليهم إجراء استفتاء وطني حول رسمية العربية الفصحى وإجباريتها في المدرسة، واستفتاءا ثانيا آخر حول ترسيم الدارجة في الدستور، واستفتاءا ثالثا حول ترسيم وتدريس الدارجات الوجدية والجبلية والدكالية والفاسية والمراكشية والحسانية في مناطقها، واستفتاءا رابعا حول الحرف الأنسب لكتابة "الدارجة الممعيرة"، هل هو الحرف العربي؟ أم تيفيناغ؟ أم اللاتيني؟
كما أنه سيتعين تنظيم استفتاء وطني حول الفرنسية لنعرف ما إذا كان الشعب يريد طردها من المغرب ونزع صفتها الرسمية (غير المعلنة) وإنهاء هيمنتها على الإدارة والإقتصاد والتعليم والإعلام!
إذن قبل أن يتجرأ أحد على الدعوة إلى تنظيم استفتاء خاص حول حرف الأمازيغية أو وضعية الأمازيغية التي هي اللغة الأصلية لسكان المغرب وكل شمال أفريقيا منذ 8000 سنة، يجب أن يقبل أولا باستفتاء الشعب حول كل اللغات الأخرى التي وفدت على بلادنا قديما أو حديثا (العبرية، العربية، الفرنسية، الإسبانية، الإنجليزية) أو التي تشكلت محليا عبر تزاوج الأمازيغية والعربية (الدارجة، الحسانية)، وذلك من أجل "تسوية وضعيتها" وحسم موقف الشعب المغربي منها.
أما إذا أردنا أن ننصت لصوت العقل، فسنستوعب أن مسألة الحرف واللهجات والمعيرة والتدريس هي مسائل علمية تقنية لا تفتي بشأنها الأحزاب السياسية ولا المنظمات الدينية ولا الناس البسطاء والأميون الذين لا يفقهون في هذه اللغة وعلومها شيئا. الأمازيغية يطورها وينهض بها المتخصصون الأكاديميون بالدرجة الأولى (سواء اشتغلوا لدى المعهد أو بالجامعات المغربية والجزائرية) ثم المناضلون والكتاب المهتمون المتقنون للأمازيغية (قراءة وكتابة وأدبا) بالدرجة الثانية.
الحرف اللاتيني حلال على الفرنسية حرام على الأمازيغية!
حينما شكلت وزارة التربية الوطنية في 2002 لجنة تقنية من أكاديميين متخصصين في الأمازيغية (من بينهم عميد المعهد حاليا د. أحمد بوكوس) قرر هؤلاء الأكاديميون بالإجماع بأن الحرف الأنسب لكتابة وتدريس اللغة الأمازيغية هو الحرف اللاتيني. وصدر ذلك القرار يوم 5 يوليوز 2002 وتبنته الوزارة أتوماتيكيا. إلا أن هذا القرار تسبب في حالة من الرعب والهيجان استبدت بالإسلاميين والعروبيين. بل وهدد تنظيم إسلامي بالنزول إلى الشارع في حالة تبني الحرف اللاتيني رسميا في كتابة الأمازيغية. والطريف أن كل هؤلاء الإسلاميين والعروبيين (أو معظمهم) أميون في الأمازيغية لا يفقهون فيها جملة مفيدة واحدة.
والأكثر طرافة هو أنه رغم معارضتهم للحرف اللاتيني "المسيحي" (حينما يتعلق الأمر بالأمازيغية) فإنه لا يوجد لديهم أدنى مشكل مع وجود الفرنسية وحرفها اللاتيني "المسيحي" بالمغرب، بل ويحرصون على الكلام والكتابة بها كلما سنحت لهم الفرصة. ويحرصون على تدريس الفرنسية والإنجليزية لأولادهم وإرسالهم إلى المدارس العليا المغربية المفرنسة أو إلى الجامعات الأجنبية. فالحرف اللاتيني حلال بلال على الفرنسية والإنجليزية والإسبانية في مدارس وثانويات وجامعات المغرب ولكنه حرام على الأمازيغية!
وعلى مستوى أقل أهمية، يجب أن نعترف بأنه مازال هناك بعض من أصحاب النيات الحسنة الذي يعتقدون بصدق بأن الحرف العربي أصلح للأمازيغية. ويتضح بأنهم يعتمدون في أطروحتهم على أن الأمازيغية كانت تدون في الفترة الإسلامية (العصر الوسيط) بالحرف العربي، وهذا صحيح. ونملك اليوم ثروة ثمينة من المخطوطات الأمازيغية المدونة بالحرف العربي تعود إلى ذلك العصر، إلا أنه قد تم نسخ ونشر معظمها بالحرف اللاتيني الأمازيغي من طرف الباحثين في عصرنا. ولكن مساندي الحرف العربي لا يفهمون بأن تقليد كتابة الأمازيغية بالحرف العربي لم يكن سوى مرحلة من مراحل تطور الأمازيغية انقضت بانقضاء تلك المرحلة التاريخية. أما المرحلة الحالية (القرن ال20 وما بعده) فهي مرحلة جديدة بمتطلبات جديدة جعلت الأمازيغية تتجه إلى الحرف اللاتيني الحديث وتستعمل رمزية حرفها التيفيناغي العريق. ولدينا الآن تراكم حديث من المؤلفات والآداب والقواميس الأمازيغية بالحرفين اللاتيني والتيفيناغي يفوق ما سبقه بمئات المرات.
تيفيناغ حرفا رسميا شرفيا للأمازيغية واللاتيني حرفا عمليا يقوي الأمازيغية ويطورها:
لا ننكر القيمة الرمزية الكبيرة لحرف تيفيناغ، كما أن جماليته لا تخفى على أحد. لهذا فالأمازيغية تحتاج إلى الحرفين معا: حرف تيفيناغ (الهوية والأصالة) والحرف اللاتيني (التكنولوجيا والإنتشارية). وظهور حرف تيفيناغ على جواز السفر والبطاقة الوطنية والأوراق المالية ولوحات المؤسسات والشوارع والطرق السيارة سيكون مكسبا رمزيا ثمينا. كما أن توسيع استخدام الحرف اللاتيني-الأمازيغي لتسريع انتشار الأمازيغية في مجالات التكنولوجيا والنشر الورقي والإلكتروني والتعليم والتواصل الإنترنيتي سيكون مكسبا تكنولوجيا وعلميا ثمينا أيضا. ويجب تدعيمه وتقويته من طرف المعهد الملكي والجمعيات الأمازيغية والجامعات، عبر تطوير إصداراتهم البيداغوجية والثقافية، وعبر إفساح المجال للطباعة والنشر بالحرف اللاتيني الأمازيغي بجانب حرف تيفيناغ. أما حرمان الأمازيغية من قوة ومنفعة الحرف اللاتيني فسيتسبب في تعطيل تطورها وفرملة انتشارها وهذا ما لا يجب أن يسمح به أنصارها والساهرون عليها.
للحديث بقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.