لا يزال طريق الموت نحو جزر الكناري، يسترعي اهتمام مئات المهاجرين، رغم خطورته، وحجم الخسائر والمآسي الكبيرة التي يخلفها وسط المهاجرين سنويا، حيث تقدر المنظمة الدولية للهجرة وفاة حوالي شخص واحد كل يوم على هذا الطريق، منذ بداية العام الجاري. وتعد السواحل الجنوبية للملكة واحدة من أهم النقط التي ينطلق منها المهاجرون نحو الجزر، سواء منهم المغاربة، أو المهاجرون القادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" اليوم أرقاما صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة تفيد بأن ما بين 136 و160 شخصا لقوا حتفهم أو اختفوا وسط المحيط، خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح يناير و 28 يونيو الجاري. وتقدر المنظمة الأممية أعداد المهاجرين الذين لقوا مصرعهم في المحيط بحوالي 63 شخصا، في حين اختفى 73 آخرون، في طريقهم نحو جزر الكناري، في حين يرتفع الرقم إلى 81 وفاة و79 مختفيا، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ولا تحصي المنظمة الدولية للهجرة في إحصاءاتها سوى الحالات المؤكدة عبر الجثث المنتشلة، أو حالات الاختفاء التي يوجد عليها شهود، في حين لا يدخل في الإحصاءات حطام السفن التي لا توجد بيانات حولها، وهو ما يعني وجود مزيد من الأرواح. ورغم أن المعطيات الأممية تشير إلى أن أغلب الضحايا من الرجال، لكن تم تسجيل عدد من الضحايا في صفوف النساء والأطفال. وتشير أرقام المنظمة الأممية إلى أنه ومن بين 136 حالة وفاة أو اختفاء هذا العام، حدثت 121 منها جزر الكناري أو المياه القريبة منها، في حين حدثت 15 منها قبالة السواحل المغربية. ولا يزال طريق الموت يشهد نشاطا كبيرا للمهاجرين، حيث عرف خلال نهية الأسبوع، محاولة ما لا يقل عن 300 شخص الهجرة نحو الجزر انطلاقا من السواحل المغربية، عبر سبعة قوارب على الأقل، وهو ما نجم عنه عدة وفيات ومفقودين، حسب الإعلام الإسباني. ونقل الإعلام الإسباني عن منظمات تنشط في مجال الهجرة غير النظامية، وفاة حوالي 40 مهاجرا، من بينهم أطفال، بعدما تحطم قاربهم وسط البحر، وقد أدى تدخل قارب صيد مغربي إلى إنقاذ 22 من أصل 62 كانوا على متن القارب. وتحذر منظمات حقوقية في المغرب وإسبانيا، من خطورة هذا الطريق، الذي بدأ يشهد ارتفاعا في وتيرة المهاجرين عبره، خاصة في الشهور الأخيرة، حيث تضاعف عدد المهاجرين الذي يسلكونه، وارتفع معه عدد الوفيات والمفقودين، حيث تجاوز عددهم في النصف الأول من العام الحالي، مجموع الوفيات والمفقودين في سنة 2020.