قالت آمنة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية إن الواقع الحزبي ليس بخير وطبول "حرب الانتخابات" دقت لمحاصرة "البيجيدي" وعزله. وانتقدت ماء العينين في تدوينة لها ما طبع التصويت داخل مجلس جهة سوس ماسة أمس الخميس، لملء مقعد شاغر في مجلس المستشارين، حيث تحالف الجميع ضد حزب العدالة والتنمية. واعتبرت البرلمانية أن للترشح والتصويت دلالة رمزية بالنظر إلى دنو انقضاء الولاية التشريعية، لافتة إلى أن التنافس الذي انحصر بين مرشح العدالة والتنمية ومرشح الأصالة والمعاصرة، حسم للأخير، بعد تحالف الجميع ضد البيجيدي بما في ذلك "حليفه" في الجهة، حزب التجمع الوطني للأحرار. وبناء على نتيجة التصويت، أشارت البرلمانية إلى أن هناك مجموعة من العبر التي يمكن استخلاصها، وعلى رأسها تسرب ممارسات غريبة عن الثقافة السياسية لحزب العدالة والتنمية، الذي فقد أصوات بعض أعضائه بعدما لم يصوتوا لمرشح الحزب، حيث أعلن بعضهم استقالته من الحزب محتفظا بموقعه في الجهة، في حين لم يصوت بعضهم دون إعلان موقف قبلي واضح، رغم تردد إشاعات الالتحاق بأحزاب أخرى. وشددت على أن ظاهرة عدم الالتزام الحزبي داخل البيجيدي أو دينامية الانتقالات إلى أحزاب أخرى، لا يمكن مواجهتها بالصمت أو الاستخفاف أو منطق "أرض الله واسعة"، فالأمر يؤشر على وضع غير سليم تعددت أسبابه. وانتقدت النائبة عن حزب العدالة والتنمية تحالف الجميع ضد حزبها، بما في ذلك حزب الاستقلال الذي ضحى البيجيدي ومنحه مقعدا برلمانيا في مجلس المستشارين تم إسقاطه فيما بعد، إضافة إلى حزب "الأحرار" الذي يسير الجهة بدعم من "البيجيدي" الذي تصدر الانتخابات وحصل على أكبر عدد من المقاعد. ونبهت إلى أن هذا الأمر يدعو حزب العدالة والتنمية لاستخلاص العبر سريعا، خاصة وأن التحالف لدعم مرشح الأصالة والمعاصرة تم على المستوى المركزي، وهو استمرار لتحالف ظهر مع نقاش القاسم الانتخابي، الذي أسقط التمايز بين الأغلبية الحكومية والمعارضة البرلمانية كما أسقط معاني الالتزام في التحالفات المحلية. وأضافت ماء العينين "الحزب لا يمكن أن يعول إلا على نفسه وعلى صفه الداخلي الذي تم إهماله والاستخفاف بما يقع بداخله، بل وإضعافه بالاستقواء التنظيمي وغيره من الأساليب التي كرست وضعا غير سليم داخل الحزب، لم تبرز أي إرادة حقيقية لتداركه." ولفتت المتحدثة إلى أن الانتخابات الحالية والطريقة التي يتم بها التهييء لها، بدء بالضبط القبلي باستعمال القانون، واستمرارا بممارسات حزبية وإدارية غير مطمئنة، سيكرس نزيف الثقة والمزيد من إضعاف المؤسسات المنتخبة. وتساءلت البرلمانية "هل يستطيع حزب العدالة والتنمية تدارك ما يمكن تداركه داخليا وخارجيا؟"، مسجلة أن هذا السؤال معقد، خاصة وأن المبادرة السياسية والحقوقية التي تم تقديمها مؤخرا من طرف الأمانة العامة لم تحظ بمتابعة تذكر، كما لم تثر نقاشا لا داخليا ولا خارجيا، فضلا عن أن الوضع الداخلي ليس في أفضل حالاته. وخلصت ماء العينين إلى التأكيد على أن المغرب في أمس الحاجة لأحزاب قوية، وكل استمرار في الاستثمار في ضعف الحزب أو إضعافه سواء من الداخل أو الخارج لن يكون مفيدا للمغرب.