من أجل التركيز على قضابا التهرب الضريبي والتجارة والشفافية طلب ديفيد كاميرون من من قادة العالم عدم إحضار زوجاتهم إلى قمة الثماني المقبلة، لضمان تركيزهم على معالجة قضايا مهمة كالتهرّب الضريبي. بدأ الدبلوماسيون يستفسرون عن مدى ارتياح زوجات أقوى شخصيات في العالم تجاه عدم اصطحابهن لحضور واحدة من أبرز الفعاليات المدرجة في الأجندة السياسية العالمية. واتضح أن سامانثا كاميرون تخطط لكسر تقاليد القمة، وألا تقوم باستضافة برنامج منفصل للنشاطات الخاصة بالزوجات الزائرات. وإن ثبتت صحة تلك المعلومات، فإن سيدات، من أمثال ميشيل أوباما وفاليري تريرفيلر، رفيقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لن يحضرن القمة، التي ينتظر أن تقام في منتجع أرني لوف الفاخر في شمال أيرلندا. جدية بلا زوجات اعترف المسؤولون البريطانيون بأنهم لن يتمكنوا من فعل شيء إذا أصرّ الزعماء على اصطحاب زوجاتهم، وهو ما قد يجبر كاميرون على استضافة مأدبة غداء متواضعة في الداونينغ ستريت. لكنهم يأملون أن يتمكنوا من إقناع الزعماء بألا يفعلوا ذلك، من أجل صبغ القمة بأجواء تهيمن عليها الجدية من خلال حضور القادة فقط. نقلت في هذا الصدد صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن ناطق باسم الحكومة البريطانية قوله: "يريد رئيس الوزراء أن تقام قمة الثماني على نطاق محدود وصميمي، وأن تركز على القضايا الثلاث الأكثر أهمية اليوم، وهي الضرائب والتجارة والشفافية. أما قضايا أخرى، مثل دور الزوجات في القمة، فلم يتم تأكيدها حتى الآن". ومضت الصحيفة تقول إن موقف كاميرون هذا يُُذكِّر بالموقف الذي سبق وأن اتخذه المدير الفني السابق لمنتخب إنكلترا، فابيو كابيلو، الذي سبق له أن حظر على زوجات وصديقات اللاعبين مرافقتهم لحضور منافسات مونديال كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010، وذلك في محاولة من جانبه لتوفير أكبر قدر ممكن من التركيز للاعبيه. وقالت مصادر بريطانية إن كاميرون استلهم تلك الفكرة من قمة الثماني، التي استضافها أوباما في العام الماضي في منتجع كامب دافيد. حيث لم يحضر القمة سوى القادة فقط، بينما أقام أوباما مأدبة غداء في البيت الأبيض للزوجات الزائرات في واشنطن. غضب السيدات الأوائل توقعت الصحيفة أن يتسبب إلغاء البرنامج التقليدي للفعاليات الخاصة ب "نادي السيدات الأوائل" في إثارة حالة من الغضب، لاسيما وأن سامانثا كاميرون قد فشلت في حضور أي من قمم مجموعة الثماني الثلاث، التي أقيمت خلال ترأس زوجها للحكومة. وبدأ يبرز الدور الذي تقوم به الزوجات على نحو متزايد خلال السنوات القليلة الماضية. فقد سبق لزوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، كارلا بروني، أن استضافت عام 2011 قمة للزوجات الزائرات بخصوص معالجة الأمية في العالم. وسبق لسارة براون، زوجة رئيس الوزراء السابق غوردون براون، أن حضرت لقاءً جماهيرياً مع البابا عام 2009، وتم تنظيم جولة ثقافية لها في مدينة روما، حين جرى تنظيم القمة في العاصمة الإيطالية. كما سبق لشيري بلير، زوجة رئيس الوزراء السابق توني بلير، أن قامت بنشاطات، منها التسوّق وزرع الأشجار وتناول المشروبات برفقة الملكة والأمير فيليب في آخر مرة استضافت فيها بريطانيا تلك القمة عام 2005. بخصوص الترتيب المقترح للجانب التنظيمي الخاص بالقمة هذا العام في المملكة المتحدة، فمن المتوقع أن يُقابَل بأريحية من قبل يواكيم سوير، زوج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذي يفضل عدم الظهور والابتعاد عن الأضواء وعدم حضور القمم. وقال هنا أحد المصادر إن تأمين عدد أقل من الأفراد سيكون أسهل بالنسبة إليهم. المصدر: موقع ايلاف