وصفت مصادر إسبانية، أنَ دعوات المغرب للاتحاد الأوروبي بالخروج من "منطقة راحة" فيما يتعلق بقضية الصحراء والمضي على نهج الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، بأنه محاولات لإخراج مدريد عن موقفها التقليدي من القضية. وقالت صحيفة "آلبايس" إنَّ مدريد، تزامنًا مع أزمة الهجرة، باتت في أَمَسِّ الحاجَةِ إلى المغرب وجهوده على الحدود ولاسيما مع وصول أزيد من 20 ألف مهاجر غير نظامي إلى جزر الكناري في أقل من عام واحد. ونقلت الصحيفة ذاتها، عن مصادر دبلوماسية في مدريد "أنه على الرغم من ما وصفته ب"ضغوط المغرب"، تستبعد مصادر دبلوماسية أن تخرج مدريد من موقفها التقليدي فيما يتعلق بقضية الصحراء. (وموقف مدريد التقليدي يعني السعي للتوصل إلى اتفاق تفاوضي ودائم ومقبول لجميع الأطراف في إطار الأممالمتحدة). وذكر المصدر ذاته، أنه عندما فاجأت إدارة ترامب الحكومة الإسبانية باعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء، حذر رئيس الدبلوماسية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، من أن حل النزاع "لا يعتمد على قرار أحادي الجانب لدولة ما، بغض النظر عن مكانة الدولة وحجمها"، وشدد على أن" مركز الثقل يبقى في الأممالمتحدة ". وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى دعوة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في 15 يناير الماضي، الموجهة للاتحاد الأوروبي عبر الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقها الدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي. وقال بوريطة، خلال ندوة صحفية في أعقاب "المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية"، الذي انعقد عبر تقنية التواصل عن بعد، بدعوة من المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية، والذي عرف مشاركة 40 بلدا، إن "أوروبا يجب أن تخرج من منطقة الراحة بالقول إن هناك مسلسلا، ونحن ندعم هذا المسلسل، حتى لو كان هذا المسلسل سيستمر لعقود". قمة إسبانية مغربية مؤجلة وقالت "آلبايس" نقلا عن مصادر ديبلوماسية إنه حتى الأن لا يوجد موعد لعقد اجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، مستبعدة أن يكون هذا الشهر بقول مصدرها "لايوجد أيَّ وقت هذا الشهر" وذكرت أيضًا، أنَّ الرباط مالزالت، تتذرع بالأوضاع الصحية المتعلقة بجائحة فيروس كورونا، مشيرة إلى أن مدريد عرضت قصر المساعدة على الوزراء الذين اضطروا إلى توقيع اتفاقيات محددة بين البلدين، في أفق اللقاء المؤجل. وفي دجنبر الماضي، قررت حكومتا إسبانيا والمغرب تأجيل القمة الثنائية التي كانتا تعتزمان عقدها في الرباط، في 17 ديسمبر الجاري، إلى حين فبراير الجاري 2021، "بسبب الوضع الناجم عن وباء كورونا". واعلنت سلطات البلدين عن هذا التأجيل في بيان مشترك وأكدت من خلاله أن "الوضع الوبائي الحالي يحول دون عقد الاجتماع رفيع المستوى في الموعد المحدد"، مشيرةً إلى عدم وجود "ضمانات الأمن الصحي التي يعتبرها الوفدان مناسبة". وقالت الصحيفة الإسبانية إن الرباط لم تربط تأجيل القمة أو مشكلة الهجرة بتغيير موقف إسبانيا من الصحراء، ومن جهة أخرى، يقول المصدر ذاته، إن إسبانيا تصر على ضرورة قيام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بتعيين مبعوث خاص جديد للصحراء، وهو المنصب الذي ظل شاغرا منذ استقالة الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر قبل 20 شهرا.