قال محمد الأشعري، وزير الثقافة والإعلام السابق، إن الاستبداد ظاهرة تراجيدية للسلطة تنتهي إلى الرجل المريض، مضيفا بأنه في قراءة الاستبداد تاريخيا نلمس أن من ضحاياه المستبد نفسه. وزاد الأشعري الذي كان يتحدث في ندوة صحفية صباح الثلاثاء 15 يناير بالرباط، لتقديم مسرحية "شكون نتا؟"، التي كتب نصها: "إن الناس يخلقون الديكتاتور كأنه ضرورة وجودية". وأضاف الأشعري أن المقصود بالديكتاتور في المسرحية، التي ستعرض بالرباط في 23 من الشهر الجاري، هي شخصيات مسرحية لها صدى كبير في الواقع المغربي يمكن أن تكون ادريس البصري (وزير داخلية الملك الحسن الثاني)، و يمكن أن تكون با حماد بنموسى (الصدر الأعظم في عهد الحسن الأول)، كما يمكن أن تكون شخوصا أخرى معروفة، مضيفا بأن السياسة خلقت وحوشا كثيرين لكن الوحش في النهاية يجد نفسه في مواجهة نفسه. واعترف الأشعري بأن نص المسرحية فيه سخرية سوداء، ذالك أن الكاتب (الأشعري) حاول الإجابة عن سؤال كيف للاستبداد أن يجعل من ضحاياه شخصيات مستبدة ومحتقرة؟. وأوضح الأشعري كيف هي علاقة وحش السلطة بالآخرين حيث ينفيهم من وجودهم ومن حقهم في الوجود. والعمل المسرحي الحالي، حسب ما فسره الأشعري، هو تأمل في الوحش الذي يأكل نفسه في نهاية الأمر، ويعيد إنتاج نفسه، من دون أن يوجد نوع من المحاكمة السياسية. ونبه الأشعري إلى أن نص المسرحية التي ستقدمها على خشبة المسرح فرقة " أفروديت للمسرح" كانت في ذهنه منذ سنوات التسعينيات، وقال "في تلك الفترة لم تكن لي المسافة الكافية لكتابة نص فيه مواجهة ظاهرة السلطة، ما جعلني أؤجل كتابة العمل حتى نضجت الفكرة في ذهني قبل سنتين". وردا على سؤال حول ما إذا كان اختيار الأشعري المسرح، والكتابة بصفة عامة للبوح بما لا يستطيع قوله كسياسي، رد بأنه لا يتفق مع السياسيين اللذين يتخذون من الأدب تعويضا لهم عن الفشل، على اعتبار أنه شيء هل. --- تعليق الصورة: محمد الأشعري أثناء ندوته الصحفية وداخل النص الفرقة المسرحية التي تجسد العرض