1/ في انبعاث" الأمة" ونهضتها؟؟: اعتمدت القوى القومية والشيوعية على التّسريع الكبير للتطور، وحرق المراحل، وتجاوز التّكوينات الرأسمالية الليبرالية الجنينية التي تشكلت بصعوبة على مدى قرن من النهضة السابقة. ولم يكن (خلافا لبعض الآراء القومجية المتدترة بتصورات أزاحها الزمن الوقائعي إلى الخلف) لدى هذه القوى. تصور واضح لطبيعة البُنى الإجتماعية المراد تشكيلها، معتمدة على بعض المطالب الإجتماعية والسياسية لقطاعات من الجماهير، وعبر تسييس نخب معينة مثقفة أو شعبية(سيان) ودفعها في صراع طويل للإطاحة بالتحالف الرأسمالي الاقطاعي المهيمن. إن الرافد القومي من الحركة الإجتماعية العربية اعتمد على توجيه النخب السياسية/ العسكرية نحو انبعاث " الأمة" واستعادة نهضتها ووحدتها، معتمدا على الترابط بين والدين، باعتباره حلقة أساسية في ذلك النهوض. إن "الأمة " في هذا الوعي( المُنفلت من عقال التاريخ ) تغدو جوهرا مُفارقا للتاريخ،مثلها مثل مفهوم "الأمة " لدى الأصوليين،وهو على كل حال، جوهر غير مرتبط بسيرورة اجتماعية وتاريخية محددة، وعبر تكوينات اجتماعية متناقضة. 2/في الكفاح ضد المركزية العربية : في ظل هذا التداخل والتناقض، قامت " الأمة" العربية، ولمصلحة الأرستقراطية العربية، بقيادة واستغلال بقية الأمم التابعة،التي ولدت وتبنّت وطورت في كفاحها ضد التبعية الإقطاعية العربية المركزية، أفكارا ومذاهب مستقلة مضادة للدولة، فظهر الصراع القومي والإجتماعي عبر أشكال دينية، فككت الدولة العربية الواسعة يجب القول دون أدنى ريب، أن الدولة العربية باستيلائها على أراضي الأمم الأخرى عبر الدين، أعطت الأمم الأخرى فرص الإستيلاء على أراضيها بنفس الدين. وعليه، فإذا كانت فتوحات " الأمة" العربية قد جاءت في أزمنة وأوضاع كان النظام الإقطاعي العالمي في بداية تشكله، فإن الأمم البدوية الطرفية التي استولت على الأرض بعد قرون، جاءت في مرحلة الإنهاك النهائي للنظام الإقطاعي الإسلامي المركزي.، وفي بدء تحول البشرية نحو العصر الرأسمالي. 3/ تحصيل غير نهائي : لم تفهم الحركة القومية في بدء تشكّلها، أن الدولة الشمولية السابقة قد قضت على إمكانية نمو البورجوازية العربية النهضوية إبان العصور السابقة، التي أُنهكت وسُحقت داخل الأقبية الإقتصادية – السياسية – الفكرية للنظام القروسطي، وأن استعادة الدولة الإسلامية القديمة، لا يؤدي سوى إلى تشكيل نظام استبدادي نصف إقطاعي نصف رأسمالي، يعيد إنتاج الهياكل الطائفية والديكتاتورية العتيقة الرابضة في البُنى التقليدية التي لم تتمقرط عبر البنية الرأسمالية الليبرالية.