فشل وزير التربية الوطنية محمد الوفا في إقناع ممثلي مديري المؤسسات التعليمية بالمغرب الجمعة الماضي من أجل العدول عن قرار المقاطعة الذي يخوضه حوالي 10 آلاف و 600 مديرة ومدير منذ أكثر من شهرين، على خلفية عدم استجابة الوزارة للملف المطلبي للهيئة التربوية حسب تعبيرهم. وبينما تشبت مديرو المغرب بعد لقاءهم ببرنامجهم النضالي بتنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس المقبل أمام مكتب الوزير الوفا بباب الرواح، والتي تعبأ لها أكثر من 8000 مدير(ة)، جندت وزارة التربية الوطنية نحو 2890 لجنة تفتيش بكل نيابات المغرب ال 68 لجمع كل المعطيات الاحصائية المتعلقة بتتبع الدخول المدرسي لكسر قرار المقاطعة، في وقت اعتبر فيه عبد الرحمان النملي رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب أن ذلك "هدر للمال العام وأن المعطيات المطلوبة تتوفر عليها النيابات دون اللجوء إلى التنقل ومصاريفه لتعبئة استمارة لا تكلف سوى 5 دقائق". وأوضح عبد الرحمان النملي رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب أن "مديري التعليم الابتدائي والثانوي بسلكيه سيتمرون في قرارهم وبرنامجهم النضالي، نظرا لكوننا تلقينا نفس الوعود من وزير التربية الوطنية محمد الوفا في لقاء يوم 13 فبراير 2012 دون أن يتحقق من ذلك شيء إلى اليوم". وأضاف النملي الذي كان يتحدث صباح اليوم الاثنين لموقع "لكم.كوم" أن اللقاء الذي جمعنا مع الوزير يوم الجمعة الماضي في الرباط دام 7 ساعات ونصف تلقينا خلاله نفس وعود لقاء فبراير 2012 في غياب أي محضر مشترك مع الوزارة، مع التأكيد على أننا ما زلنا متشبتين بمحضر 05/05/2011 الموقع مع الوزارة أيام العابدة واخشيشن". ووصف النملي اتفاق فبراري 2012 بأنه "ما كان منو والو". وشكل الاجتماع بين ممثلي مديري المؤسسات التعليمية بالمغرب والوزير الوفا مناسبة لإثارة عدد من القضايا التي وصفها النملي بأنها "لا تتطلب غلافا ماليا، تتطلب الإرادة والجرأة فقط، وحتى الإطار الذي بات مطلب المديرين يمكننا أن ننتظر والتعويض فيما بعد، رغم أننا قدمنا مشروعنا ورؤيتنا إلى الوزارة بخصوص الإطار لم نتلق عنه أي جواب يذكر". وتتمثل القضايا المثارة في الاجتماع مسألة الاطار، الذي قدم في شأنها الوزير وعدا بتشكيل لجنة مشتركة للدراسة، على أن يتم عرض النتائج على الوزير الوفا يوم 22 دجنبر 2012، أما قضية الاعفاءات، فقد تشبت المديرون بإرجاع جميع من تم إعفاؤهم مزاجيا وتحت الطلب وبتعسف من الادارة وبمزايدات مجموع حلاتهم لا تتعدي ستة في طاطا وبنسليمان وبني ملال والدار البيضاء. كما تشبت المديرون في حوارهم مع الوفا بالافراج عن المذكرة الوزارية موضوع المحضر المشترك، والمتعلق بتدقيق مسطرة الاعفاء التي ستكون الفيصل بيننا وبين الادارة" يوضح النملي. وبخصوص الالتحاق بالأزواج، وعد وزير التربية الوطنية محمد الوفا مديري المؤسسات التعليمية بإلحاق أزواجهم بهم أو العكس من مجموع حالات يصل إلى نحو 40. وطالبت المديرون في حوارهم مع الوزير بحركة آنية بأثر شتنبر 2012. وهو نفس المسار الذي ارتكز عليه المديرون في مطالبتهم بإجراء حركة جهوية للادارة التربوية بعد الحركة الانتقالية الوطنية من أجل منح الأسبقية للمديرين القدامى الذين قضوا سنوات في التدبير الاداري والتربوي، إذ لا يعقل أن تمنح لأستاذ إدارة تربوية في الوسط الحضري ويحرم منها قديم" حسب رواية رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب. وبينما أبدى ممثلو المديرين تفهمهم الاكراهات الموجودة والضغوطات على وزارة التربية الوطنية، وعد الوزير المديرين بأنه سيعطي دفعة قوية لتدبير هذا الملف، كما أنه سيقارب ملف السكنيات بآلية جديدة بدءا من سنة 2013 لم يكشف عنها الوزير الوفا حسب مصادر "لكم.كوم" التي حضرت الاجتماع.