قال نزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن الحكومة ضيعت فرصا ذهبية أتيحت لها طيلة فترة الحجر الصحي، بدل استثمارها والتحضير لمرحلة ما بعد الحجر، حيث حظيت بارتفاع منسوب الثقة عند المواطن، وبإجماع وطني استثنائي، بالإضافة إلى طول مدة الحجر، وإمكانيات مادية هائلة. وأضاف البركة خلال عرضه السياسي في افتتاح أشغال الدورة السابعة للجنة المركزية لحزبه، أمس السبت، أن الحكومة أهدرت كل الفرص المتاحة وأخلفت الموعد، حيث تملكها الغرور والإشباع المؤقت، واستعجلت الفوز بالمعركة ضد كورونا قبل الأوان.
وأشار البركة إلى أن الحكومة خُيِّل إليها أن الأمر حُسِم، فقامت بتجميع المصابين بكورونا من مختلف المناطق بمستشفيين ميدانيين في كل من بنسليمان وبنكرير، غير أن الانتشار السريع للجائحة بعد تخفيف الحجر الصحي، أربك يقينيات الحكومة، فتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية. واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال أن المقاربة الحكومية المعتمدة فشلت في تدبير أزمة "كورونا"، حيث بدت مؤشرات الفشل واضحة للجميع، وبما فيها مكونات من الأغلبية الحكومية، من خلال تضاعف أعداد الإصابات والوفيات، وإفلاس المقاولات تحت وطأة آثار الجائحة وغيرها. كما أن الأزمة كشفت، حسب البركة، عن حجم وتراكمات الاختلالات والنواقص البنيوية العميقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، والمتمثلة في هشاشة النظام الصحي الوطني، وبروز الحجم الكبير الذي يمثله القطاع غير المهيكل وغيرها من الإشكالات التي زادت أزمة كورونا من تعميقها. وأكد البركة أن الأوضاع التي تواجهها بلادنا، أبرزت إخفاق السياسات المتبعة من طرف الحكومة، في وقف تراجع النمو الاقتصادي، والانخفاض المتواصل لمردودية الاستثمارات، وفي الحد من الاتساع المهول للفوارق الاجتماعية والمجالية، وضمان الحماية الاجتماعية الكافية وازدياد حدة الفقر، إذ أن بلادنا تسجل اليوم أكثر من مليون فقير إضافي خلال 6 أشهر الأخيرة، وهو مؤشر على حجم سوء التدبير الحكومي لأزمة كورونا. وأضاف البركة خلال كمته "إننا اليوم أمام حكومة مستسلمة لمشيئة الجائحة وتداعياتها، مستقيلة من مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين"، نظرا لغياب الانسجام الحكومي، والعشوائية في معالجة الأمور، ولأن العمل الحكومي يفتقد للمنظور الشمولي في تدبير الأزمة وتحكمه توجهات قطاعية محضة، قد تطبقها الإدارة دون حاجة إلى وجود الحكومة. وأبرز البركة أن الحكومة، ورغم مشروعيتها الانتخابية والبرلمانية، فإنها لا تعطي الاعتبار للمواطنين ولا تحترم ذكاءهم وكرامتهم، بل وتتعامل معهم كأنهم قاصرون، عليهم فقط تطبيق ما يتم اتخاذه من قرارات مرتجلة، كما أنها تتهرب من مسؤولياتها ومن ممارسة اختصاصاتها. وأمام استقالة الحكومة في تدبير الأزمة، يضيف البركة، فقد تشكلت قناعة لدى المواطنين بأن هذه الحكومة غير قادرة على مواجهة وتدبير ما ينتظر بلادنا من صعوبات وتحديات خلال المرحلة القادمة للجائحة، وتحولت الجائحة لدى سائر شرائح المجتمع إلى جائحة الخوف. ولمواجهة الأزمة الخانقة التي تعاني منها بلادنا، بسبب انسداد الأفق الإصلاحي للحكومة وسياساتها الارتجالية، شدد البركة على ضرورة القطع مع السياسات العقيمة المتبعة اليوم، وإطلاق جيل جديد من السياسات العمومية، تستهدف تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وتوسيع الطبقة الوسطى، وضمان جودة المرفق العام، وتوفير الحماية الاجتماعية الضرورية.