لم يعبأ آلاف المشيعين بالحر الشديد في ولاية تكساس الأمريكية، لإلقاء نظرة الوداع على نعش جورج فلويد الذي أثارت وفاته إثر ضغط شرطي بركبته على رقبته، احتجاجات في أنحاء العالم تنديدا بالعنصرية ودعوات إلى إصلاحات في قوات إنفاذ القانون بالولايات المتحدة. ورفرفت الأعلام الأمريكية على طول الطريق إلى كنيسة (نافورة الحمد) بمدينة هيوستون التي ترعرع فيها فلويد، بينما وقفت حشود المشيعين الذين وضعوا الكمامات للحد من انتشار فيروس كورونا.
ووقف صفان من المشيعين داخل الكنيسة وأحنى البعض رؤوسهم، بينما أشار آخرون بعلامة الصليب أمام نعش فلويد المفتوح. وقال مسؤولون في الكنيسة إن أكثر من 6300 شخص شاركوا في التشييع. وقال رجال الإطفاء إن عددا من الأشخاص نُقلوا إلى المستشفى لإصابتهم بالإعياء بسبب الحر. وأجريت مراسم التشييع بعد أسبوعين من وفاة فلويد التي سجلها أحد المارة بالفيديو. وأظهرت شرطيا أبيض يضغط بركبته على رقبة فلويد لقرابة تسع دقائق، بينما كان مكبلا وأعزل على أرض شارع في مدينة منيابوليس، وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلبا للمساعدة قبل أن يختفي صوته. وأعادت الحادثة للأذهان قضية إريك جارنر الأمريكي من أصل أفريقي الذي فارق الحياة عام 2014 بعدما خنقه شرطي أثناء اعتقاله في مدينة نيويورك. وأصبحت الكلمات الأخيرة للرجلين، وهي "لا أستطيع التنفس"، صرخة احتجاج في مظاهرات غاضبة على مستوى العالم شارك فيها الآلاف رغم المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا. وامتدت المظاهرات لأسبوع ثالث أمس الاثنين. ومثل ديريك تشوفين (44 عاما) الشرطي الذي جثم بركبته على رقبة فلويد أمام المحكمة في منيابوليس عبر الفيديو للمرة الأولى. وأمر قاض برفع قيمة كفالته من مليون دولار إلى 1.25 مليون دولار. ويواجه تشوفين تهمة القتل من الدرجة الثانية. وأقيل تشوفين وثلاثة من أفراد الشرطة متهمين معه في القضية بعد يوم من وفاة فلويد. وأحيت المظاهرات من جديد حركة (بلاك لايفز ماتر) "حياة السود مهمة" ودفعت بمطالبات العدالة بين الأعراق وإصلاح الشرطة على قمة أجندة السياسة الأمريكية مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر . والتقى جو بايدن المرشح الرئاسي للديمقراطيين بأقارب فلويد لأكثر من ساعة في هيوستون أمس الاثنين وفقا لما قاله بنيامين كرامب محامي العائلة. وقال كرامب إن بايدن الذي سينافس الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة "استمع لآلامهم وشاركهم الأسى". وأضاف "ترك هذا التعاطف أثرا بالغا لدى العائلة الثكلى".