عبر عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة” عن ما أسماه امتعاضه الشديد اتجاه خطاب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالبرلمان يوم الاثنين الماضي. وأشار وهبي إلى أن خطاب رئيس الحكومة كان يجب أن يكون عبارة عن بيانات تتعلق بقضية وطنية كبرى ، من خلال “تقديم بيانات حول أزمة كورونا”.
ووصف وهبي خطاب رئيس الحكومة بأنه سياسي عام ولا يقدم أي توضيحات وبيانات، بل كان فضفاضا مليئا بالمتناقضات والتلوينات تارة يفيد بأن الحكومة مطمئنة، وتارة يؤكد أن الفيروس أكبر من أن تتحكم فيه الحكومة والنتيجة تمديد الحجر لمدة ثلاثة أسابيع وسط اندهاش الجميع. وأوضح وهبي في الجلسة التي عقدها مجلس النواب، اليوم الأربعاء، بحضور رئيس الحكومة، حول “تطورات تدبير الحجر الصحي ما بعد 20 ماي 2020″، أن قرار تمديد الحجر هو البيان الوحيد الذي أصدره رئيس الحكومة وكأننا في بداية الأزمة. وأكد أن هذا الخطاب كان مخيفا ومحبطا للآمال، ومخالفا لروح مقتضيات الفصل 168 من الدستور، فنحن في حاجة إلى تقديم بيانات حول أزمة كورونا والوضع الاقتصادي، بدل تقديم بيانات شخصية والاكتفاء عن الإعلان بشروع الحكومة في إعداد قانون مالي تعديلي. وأضاف “”نتمنى أن لا يكون قانون المالية التعديلي محدود الآثار وأن يعالج القضايا الكبرى، وأن تقدم لنا الحكومة تصورا استشرافيا للمستقبل بإيجابياته وإكراهاته لمواجهة آثار كورونا بالطريقة المناسبة، بتصور شمولي وبالجرأة الاقتصادية المطلوبة وليس فقط تدبير الأزمة محاسباتيا ومرحليا”. وتابع بالقول “كنا نعتقد أننا سنتجاوز هذه الأزمة بأسرع وقت وبأقل خسائر، لكننا اصدمنا بسوء تقدير الحكومة للمجهود الجماعي، سواء عبر سوء تتبعها لبعض الملفات وسوء تعاملها معها، ذلك أنها لم تقدم أي نظرة استشرافية للمستقبل”. وشدد وهبي أنه كان على رئيس الحكومة أن يعلن أمام البرلمان الطرق والوسائل الكفيلة بالخروج من الحجر الصحي وحالة الطوارئ في أقرب الآجال، وعن تقييم للكلفة النفسية والاجتماعية والاقتصادية للحجر الصحي، مما كان سيمنح الأمل للمواطنين. واستغرب وهبي من التناقض بين مكونات الحكومة، فرئيسها يعلن تمديد الحجر أمام جميع المواطنات والمواطنين بما فيهم العالمين في القطاع غير المهيكل لثلاث أسابيع إضافية، بينما وزير الاقتصاد والمالية في الأمس فقط يعلن عن رفع الحجر على القطاعات الاقتصادية المهيكلة مباشرة بعد عيد الفطر. وأكد أن هذا يكشف التعامل غير المتكافئ للحكومة مع المواطنين والمواطنات. وأبرز وهبي أن الحكومة غير قادرة على إرادة هذه الأزمة ولم تجب عن المشاكل التي تعانيها العديد من الفئات الهشة بسبب عدم استفادتها من الدعم، وهذا ما ينذر بتهديد السلم الاجتماعي.