حازت 18 ثانية من قمة «منظمة التعاون الاسلامي» اهتماماً على يوتيوب، أكثر بكثير من مقرراتها، وأخبارها كلّها. أكثر من مليون مشاهد تابعوا خلال ثلاثة أيام، المقطع المصوّر، الذي يسلّط الضوء على أجواء القمّة، قبل أن تقترب الكاميرا من كرسي العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز. ونرى في الفيديو الكاميرات الصحافية تقترب من الملك، وتحيط به، وإذا بال «زوم» يكشف عن حوار مصيري يدور بينه، وبين أحد مساعديه. إذ يسأله المساعد ما إذا كان عليه تقديم القهوة أو العصير للضيوف، فيردّ الملك، وكل الميكروفونات مفتوحة أمامه، «عصير، جيب عصير». وكتب أحد المعلقين الظرفاء: «طيب يا إخواني، أنا مرة عزمت ضيوف، وقال لي أخوي أجيب قهوة ولا العصير؟ قلت: العصير، لماذا لم ينشر أحد ذلك على «يوتيوب»». لكنّ الفيديو سرعان ما تحوّل إلى مناسبة للشتم والشتم المضاد، فكتب أحدهم: «الله يقصر في عمرك يا طاغية، يا متكبر على البشر». فردّ عليه مستخدمون آخرون، ومنهم من كتب: «ما أقول إلا جعلك الساحق والماحق والسهال المتلاحق، تدعي على ملكنا عبدالله». وانعكست الصراعات السياسية في المنطقة، على أجواء النقاش، لتتحوّل الشتائم إلى حرب ضروس، بين سنّة وشيعة، وبين داعمين لإيران، ومناصرين لنهج السعوديّة. كلّ ذلك لم يمنع أحد المعلّقين من السؤال: «عصير بنكهة ماذا يا تُرى؟».