اضطرت سيدة في عقدها الثالث، يوم الأربعاء الماضي، إلى وضع مولودها في الشارع العام على بعد أمتار قليلة عن مقر عمالة سلا، وذلك بسبب تأخر وصول سيارة الإسعاف لنقلها إلى قسم الولادة بمستشفى "مولاي عبد الله"، وذكرت مصادر حقوقية، أنه تم استدعاء سيارة الإسعاف عدة مرات لنقلها لكن دون جدوى. واستنكر فرع الهيئة المغربية لحقوق الإنسان هذا السلوك الذي اعتبره استهتارا بصحة وحياة المواطنين، وما تعرضت له هذه المواطنة من إهمال وسوء المعاملة، ويعتبر ذلك خرقا خطيرا لما تنص عليه العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، إذ تم تعريض الضحية ومولودها للخطر كما تم حرمانها من الحق في الرعاية الصحية، وفي ولادة تحترم أمومتها وكرامتها الإنسانية . واعتبرت الهيئة الحقوقية في بيان لها أصدرته عقب الحادث، وضع مولود (ة) في الشارع العام وعدم التدخل في الوقت الملائم تقصير وغياب المسؤولية لدى من أنيطت بهم شؤون صحة المواطنين في المدينة، ومؤشر خطير على تدهور الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات والمراكز الصحية بالمدينة، وعجزها عن تقديم الحاجيات الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها. وطالبت بضمان واحترام الحق في الصحة للجميع بصفة عامة، وللحالات المستعجلة بصفة خاصة التي تتطلب التدخل السريع لإنقاذ أرواح المواطنين، عوض معاملتهم بالإهمال واللامبالاة ومساءلة ومحاسبة كل من تسبب في ذلك، ونددت بصمت المسؤولين على تدهور الأوضاع الصحية بمدينة سلا، وحملت المسؤولية فيما حدث إلى المندوبية الإقليمية للصحة، وإلى كافة المسؤولين المحليين والمنتخبين بالمدينة. كما طالبت، بتوفير التجهيزات الطبية الضرورية، والموارد البشرية الكافية، والأدوية اللازمة لاستفادة كافة المواطنين والمواطنات من خدمات استشفائية جيدة ومجانية، تحفظ كرامتهم وحقوقهم الإنسانية.