دعت نبيلة منيب أمينة عام الاشتراكي الموحد إلى أن “تكون الأولوية في الميزانية للتعليم والصحة، حتى وعلى الدولة أن تفكر بجد في ذلك، وهذا يحتاج لسياسات وإرادة قوية”. وأوضحت منيب، في لقاء مفتوح على “الأنستغرام” نشطه أيوب المومني، ليلة اليوم الجمعة 03 أبريل الجاري، أن المغرب فرضت عليه المديونية واتجه لخصخصة قطاعات كثيرة ، فتراجع دور الدولة، وحينما تفقد سيادتك المالية تتراجع سيادتك وتفقد كل شيء”,
وأكدت القيادية اليسارية على أن اختيارات المغرب في مرحلة ما بعد كورونا ينبغي أن تكون ديمقراطية وشعبية، وأن يحكم العقل وأن نبني نموذجا، لأن العالم سيتغير. وأول ما سيطلب منا، تضيف منيب، أن لا نتخلى عن التعليم والصحة، وإلا سنسير إلى الأسوء، مضيفة “حتى نصون الكرامة، وأن نفكر في تنمية الجهات بشكل متضامن، بمستشفيات جهوية وإقليمية، وأن تكون لدينا كليات الطب والصيدلة والتمريض بشكل كاف”. وبينما أشارت إلى أن هيئة الإنصاف والمصالحة أصدرت التوصيات حتى لا يقع ما وقع، واليوم نحتاج لجهوية متكافئة متضامنة إصلاح ضريبي، لا لاقتصاد الريع والامتيازات، كي نخلق مغربا به عدالة اجتماعية وشغلا متاح للجميع. الدولة همشت البحث العلمي قالت منيب إن “الدولة المغربية لعقود همشت البحث العلمي، ولو كنا عكس ذلك، لكنا مستعدين أكثر وأنتجنا الكمامات على الأقل”. وأوضحت منيب، أن المغرب بحاجة لاستراتيجية وطنية بدل الارتجال”. وأشارت إلى أن “وضعية بعض المستشفيات الجامعية يرثى لها، فنحن محتاجين للأطباء والممرضين، غير أن الدولة سارت في اختيار سابق سمحت فيه بالمغادرة الطوعية لأطرها، إذ ان في المستشفى الجامعي بالدار البيضاء غادر نحو 60 أستاذا وبروفيسورا في الطب يكونون الطلبة والمرضى، بعدما طبقوا توصيات صندوق النقد الدولي”. وتساءلت منيب: أين هو ذكاء المسؤولين؟ ودور الدولة؟. وبسطت أمينة عام الاشتراكي الموحد مثالا لما يحدث اليوم بمستشفى القرب في تمارة، الذي بني بمواصفات دولية، لكنه مغلق وغير مشغل لسنتين. ومضت قائلة: المستشفيات لا تتوفر في جهات عديدة، شباب الريف كانوا يطالبون بالمستشفيات، وعدد من الساكنة يطالبون بالعلاج بسب السرطان، و”الحساب غادي كون من بعد”. وبينما نصحت منيب المغاربة بارتداء الكمامات واتخاذ ما يلزم من تدابير وأن نبقى في المنازل، دعت للتعاون مع “فئات كبيرة لا تستطيع أن تبقى في البيت، مرتبطة بالقوت اليوم والعمل اليومي (الفراشة..)، علينا أن نكون متضامين معهم، وأن نساهم في الصندوق”. وشددت على ضرورة “توفير كل الطرق من أجل تأمين الأدوية والغذاء، وأن نتضامن لأن أكثر من 700 ألف فقدوا شغلهم بسبب الجائحة انضافوا لملايين من لا شغل لهم في مغرب اليوم، مما حتم علينا جميعا أن نفكر في الحلول البديلة والمميزة”، على حد تعبيرها. الأحزاب وأزمة كورونا؟ أوضحت منيب أن حزبها “حاول أن يباشر حملات بفيديوهات توعوية وتحسيسية، وأن لها مناضلين في الخارج يبحثون للمغرب عن “حقيبة للكشف عن فيروس كورونا” كي نتفادى الكارثة، باتصال بعدد من المختبرات، كي يصل إلى المغرب بتعاون مع وزارة الصحة. وأشارت إلى أن مناضلي حزبها “أطباء يشتغلون على صندوق لجمع أموال لاقتناء معدات أساسية ستوزع على الأطباء من كمامات وقفازات وأدوية. كما أن القطاع الصحي للتنظيم السياسي أصدر بيانا بالمناسبة. كما أسس حزبها “لجن اليقظة خاصة من أجل توفير تعويض لمن فقدوا الشغل كأجر شهري لإبراز أوجه التضامن لدينا”. وأشارت منيب على “أنها بمعية حلفائه، علينا أن نحتاط حتى من هم وراء القضبان، علينا أن نقلص من الاكتظاظ، خاصة الأطفال والشيوخ والمعتقلين السياسيين، وآن الأوان لنتصالح داعية للانفراج سياسي أكثر عدلا وإنصافا لمعتقلي حراك الريف والصحافيين والمدونين. سياسة ما بعد كوفيد 19 دعت منيب إلى تأهيل المشهد السياسي بالمغرب، مشيرة ان هناك من استغل منصبه وراكم الثروات وأدى إلى العزوف”. ودعت أن “تظل المؤسسة الأمنية في خدمة المواطن وأكثر قربا من المواطن، في احترام وصيانة لحقوق الإنسان، وأن نصل للمواطنة الكاملة، مضيفة كيف نكون المواطن بدون إصلاح المناهج في التعليم؟ وأن توفر فضاءات ثقافية؟”. ونبهت منيب إلى أنه ” علينا أن نأخذ من محطة كورونا أحسن الدروس، وأن يتوفر السمو الروحي، وأن لا يستغل الدين لأغراض سياسية، وأن نوفر أحزاب مستقلة تحترم نفسها وتحترم الشعب، حتى ينخرط المغاربة في السياسة الشريفة وأن تخدم المجتمع”. ومضت قائلة: في الصدمات تتقدم المجتمعات، حتى ننتقل إلى بناء يحترم القانون والمساواة أمام القانون، وأن لا يفلت أي من العقاب، ونشر ثقافة الاختلاف والاحترام. وشدد على أننا “بحاجة لمغرب بلا ريع ولا احتكار، وأن لا يكون التضامن ساريا، حينما تكونفقط الجائحة ، وعلى الدولة الضرب بالمتلاعبين بالأموال العمومية، وأن تنصف الكفاءات والمصداقية حتى نجد أناسا في المستوى في مغرب الغد. أي دور لليسار المغربي؟ أكدت منيب أن “المشروع اليساري مشروع يرتكز على التحرر من الاستغلال والاستعباد والاستبلاد، والتوزيع العادل للثروات، وأن يعيش المغاربة بكرامة مشيرة ان دمقرطة المجتمع لتحقيق العدالة الاجتماعية أساسها الصحة والمدرسة العمومية وتحرر الإنسان، والديمقراطية وحقوق الإنسان”. واعتبرت أن اليسار المربي يعيش التصحر الإيديولوجي، واليوم نشتغل على مشروع وحدوي مع أحزاب أخرى، وهذا هو إعادة بناء السار، ولدينا مشروع نشتغل عليه، وهاته الصدمة تستلزم إخراجه للوجود في أزمة المغرب ما بعد كورونا، مغرب بلا ريع ولا تلاعب بالأموال العمومية، ينكر الذات، لكن تنقصه الشجاعة من قبل بعض اليساريين. ومضت قائلة: نحتاج لتجاوز الجهل المقدس والجهل المؤسس، وأن نغادر التفاهة، ونتمسك بالتقدم والتميز، بمعية أناس ومثقفين، حتى نستدرك الوقت الذي ضيعناه.