اعتبر رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب الاربعاء اثناء زيارة للمملكة المغربية بداها الثلاثاء على راس وفد كبير ان اتحاد المغرب العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا) "هو الوعاء الذي يحوي الكثير من احلامنا" التي "لن تتحقق الا اذا كان هناك اتحاد مغاربي فاعل وجدي". واكد الكيب الذي كان يتحدث الى الصحافيين خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني، "ان الاتحاد المغاربي هو الوعاء الذي يحوينا جميعا، بل ويحوي الكثير من أحلامنا ونريد لهذه الاحلام ان تتحقق". وأضاف "لن يحصل ذلك إلا اذا كان هناك اتحاد مغاربي فاعل وجدي عنده برامج عملية مدروسة وواضحة نريد لها ان تتحقق وبشكل سريع". من جانبه، قال ناصر المانع المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء الليبي ان "مشروع الاتحاد المغاربي في مصلحة الجميع وسنبذل كل الجهود لانجاحه وسنتعامل بواقعية وعدالة، ولن نقبل، كما كان يفعل النظام السابق في ليبيا، ان يكون للمزاج الشخصي والهوى والرغبات الخاصة دور في توجهاتنا السياسية". وأضاف "سنكون حريصين على مراعاة المصلحة العليا لليبيا وباقي الدول ونحن نؤسس لمرحلة جديدة لعلاقة ليبيا بالدول الأخرى مبنية على المصالح المشتركة واحترام حق وخصوصية كل دولة". وعن موضوع العمالة المغربية قال الكيب ان الاخيرة "مرحب بها في ليبيا بشكل كبير جدا (...) وارى المجال مفتوحا على مصراعيه لمن يستطيع ومن لديه الامكانية للمساهمة في اعادة بناء ليبيا الجديدة، ونؤكد على رغبتنا الشديدة في ان تكون للمغرب بصمته في هذه العملية". واضاف المانع من جانبه ان ليبيا تفتح أبوابها لعودة العمالة المغربية والعمالة الأخرى للمساهمة في بناء ليبيا الجديدة، مضيفا ان هناك حوارا بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين لدرس الفرص المتاحة. وكان يقيم في ليبيا قبل اندلاع الثورة بحسب الأرقام الرسمية، اكثر من 100 الف مغربي، هرب الآلاف منهم الى المغرب بعد اندلاع الثورة الليبية. وتابع الكيب ان زيارة الوفد الليبي للمغرب جاءت "اولا لنشكر المغرب قيادة وشعبا على كل بذلوه سواء بشكل مادي أو عن طريق مشاعرهم ودعائهم للشعب الليبي خلال ثورته". وأضاف "نريد ان تعكس هذه العلاقة مشاريع انسانية وايضا عملية واقتصادية". من جانبه، قال العثماني "نريد تحقيق برامج عملية تؤثر على حياة الشعبين المغربي والليبي"، واضاف ان "استقبال الملك (المغربي) للوفد الليبي هو اهتمام على اعلى مستوى بهذه الشراكة الجديدة التي نطمح الى ان تتطور الى شراكة استراتيجية". واعتبر المانع انه "لا يوجد في طريقنا أية مشاكل ومعوقات (...) او ملفات عالقة والفرصة متاحة للتعاون الوثيق، وما نحتاجه هو التواصل الفاعل والجلوس وجها لوجه ومناقشة الامكانات المتاحة عند الطرفين". واضاف الكيب لمناسبة تسليم السلطة الأربعاء بين المؤتمر الوطني العام المنتخب والمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ان الاخيرة "ستدخل مرحلة جديدة سيكون عنوانها الأكيد تأسيسا جديدا للدولة الليبية على صعيد الهيكلة والبرامج واعادة الاعمار". ويستعد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لتسليم السلطة الاربعاء الى المؤتمر الوطني العام المنبثق من انتخابات السابع من يوليو، في حفل رمزي سيسجل اول عملية انتقال سلمي للحكم في تاريخ البلاد الحديث. ووصل الوفد الليبي الذي يقوده رئيس الحكومة الثلاثاء الى مدينة الدارالبيضاء في زيارة رسمية للمغرب، للقاء مسؤولين في الحكومة والجيش. ويضم الوفد في هذه الزيارة الاولى من نوعها عشرة وزراء من بينهم وزراء الاقتصاد والتربية والعمل والتعليم العالي والزراعة، اضافة الى رئيس الأركان العامة للجيش ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمارات الخارجية.