أجمع فاعلون ومسؤولون على أن النشاط السياحي بجهة الشمال يسير في اتجاه السكتة القلبية، وذلك في سياق تداعيات الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الرامية إلى الحد من تفشي وانتشار وباء كورونا. وأضافت التصريحات التي استقاها موقع “لكم”، أن هذه التدابير أدت إلى شلل الحركة السياحية، واصفين النشاط السياحي بأنه يحتضر، خاصة على مستوى جهة الشمال بحكم اعتمادها على السياح المتوافدين من الجارة الشمالية اسبانيا، مؤكدين أن حالة من الخوف يعيشها الفاعلين في القطاع. ودعا منعشون سياحيون، تواصل معهم موقع “لكم”، الدولة المغربية إلى التدخل العاجل للتخفيف من الوقع السلبي للتدابير الوقائية، والوقوف بجانب العاملين بالقطاع ، عن طريق إجراءات عملية تٌسند صمودهم، إلى حين تراجع خطر هذا الوباء واستئناف النشاط السياحي. توالي إلغاء الحجوزات وفي هذا الصدد، قال عبد اللطيف شبعة الحضري، رئيس الجمعية الدهوية للمرشدين السياحيين بجهة طنجةتطوانالحسيمة، إن هذا المستجد أثر على القطاع السياحي بصفة عامة، وعلى المرشدين بصفة خاصة مند ظهوره على مستوى الصين حيث توالت إلغاء الحجوزات وازدادت حدة الإلغاء مع تحوله إلى وباء عالمي أصاب العديد من الدول وخاصة في أوروبا التي تعتبر أكبر سوق سياحية بالنسبة للمغرب. وأضاف شبعة الحضري، في تصريح لموقع “لكم”، “شهر مارس يعتبر انطلاق الموسم السياحي بالشمال، خصوصا بعد الركود الذي يشهده شهر يناير وفبراير”، مبرزا أن المرشد السياحي ينتظر هاته المرحلة بفارغ الصبر للانطلاق في العمل الذي هو أصلا عمل موسمي. وأكد رئيس المرشدين السياحيين بالشمال، على أن الإجراءات الحكومية من أجل الحد من حركة الناس، أدت إلى شلل الحركية السياحية بصفة عامة في المغرب، وبصفة خاصة على مستوى طنجةتطوان بحكم استفادة المدينتين من السياح المتواجدين بالجارة الشمالية اسبانيا، مضيفا أن القطاع السياحي يحتضر وجميع الفاعلين في القطاع بما فيهم المرشدون يعيشون حالة خوف لما ستؤول إليه الحالة العامة، سيما وأن جميعهم يعولون عائلات ولديهم قروض بنكية، فالناقل السياحي، الفندقي، المرشد، السائق السياحي كلهم متضررون من الأزمة. ودعا المتحدث، الدولة إلى التدخل للتخفيف والوقوف بجانب العاملين بهذا القطاع عن طريق إجراء عملية تحفظ وجودهم على الأقل إلى حين تراجع حدة هذا الفيروس واستئناف النشاط السياحي. وللتخفيف من هذا الوضع الذي وصفه بالمتأزم، اقترح المسؤول الجمعوي، تقديم قروض ميسرة لهؤلاء المرشدين تضمن لهم استمرار المقاولات إلى حين، وأيضا التخفيض من نسبة الضرائب بسبب تراجع بل انعدام المداخيل، كما أن الأشخاص الملتزمين بقروض، قال شبعة الحضري، أنه وجب منحهم مهلة تسديد تصل إلى 3 أشهر على الأقل، في ظل كل هذا يعاني المرشد من انعدام دخل قار لكون مهنته حرة و لا يربطه أي عقد مع الوكالات المشغلة له تضمن له أبسط الحقوق في مثل هاته الظروف، وأيضا في ظل انعدام التغطية الصحية ونظام تقاعد يوفر له لقمة عيش محترمة بعد التوقف عن العمل. وكشف رئيس المرشدين السياحيين، عن صورة لآخر إلغاء توصل به اليوم يخص إلغاء رحلة 3 بواخر سياحية، مشيرا إلى أن الباخرة السياحية كانت قد وقعت عقد توفير مرشدين سياحيين للعمل معها وفق برنامجها السنوي والذي كان يتضمن 15 عابرة سياحية انطلاقا من شهر أبريل. محلات البزارات في حالة انتظار من جانبه، اعتبر مصطفى الخليفي، كاتب عام “جمعية بزارات بطنجة”، أن القطاع يعيش حالة طوارئ، مضيفا أنه “لا سائح دخل ولا سائح خرج، ونحن لا زلنا ننتظر رد فعل السلطات المعنية”. وأشار الخليفي، في تصريح لموقع “لكم”، إلى أن محلات البزارات في حالة انتظار منذ إعلان السلطات إغلاق الحدود، وفي انتظار بداية الأسبوع لنرى الإجراءات التي سنتخذها خاصة ونحن في انتظار وترقب ما يمكن أن تقدم عليه الحكومة. ودعا ممثل محلات البزارات، السلطات إلى تفعيل صندوق “الكوارث”، للاستفادة منه، مشيرا إلى أن أصحاب محلات البزارات يؤدون الضرائب بانتظام، وهذه مناسبة ليستفيدوا منه، خاصة ونحن أمام كارثة حقيقية فمنذ أيام لم يزرنا أي سائح. وضعية مزرية أما سعد عباسي، مندوب وزارة السياحة بطنجة، فقال “يكفي أن يسمع المتتبع أنه تم إغلاق ميناء طنجة المتوسطي وميناء المدينة، لكي يعرف وضعية السياحة بالمدينة، مشيرا إلى أن قرارات وزارة الداخلية بمنع التظاهرات والتجمعات، ساهمت بلا شك في التأثير على القطاع، ويجب على الجميع أن يلتزم بها حفاظا على صحة المواطنين، والعاملين، داخل الفنادق والمطاعم. أما بخصوص توالي إلغاء الحجوزات، قال المسؤول الوزاري المحلي، هو إلغاء عام باستثناء تواجد بعض السياح المغاربة، وبعض السياح الأجانب الذين استعصى عليهم العودة، بعد إغلاق الحدود مع بعض الدول الأوربية، وبالتالي فالوضعية ستكون مزرية إلى جانب طبعا القطاعات الأخرى. وأضاف “لا زلنا ننتظر الإجراءات التي ستتخذها الحكومة بخصوص شريعة واسعة من العاملين في القطاعات السياحية، مرشدين فنادق سائقين، مطاعم..”.