لم يلتحق السفير المغربي بليبيا بمهدي العلوي، بمقر سفارة المغرب في طرابلس منذ أكثر من سنة، بعدما كان من أول من غادرها مع اندلاع الثورة اللليبيبة في 17 فبراير 2011، والتي انتهت بالإطاحة بالدكتاتور الليبي السابق معمر القذافي. وعلم موقع "لكم. كوم" من مصادر مقربة من السفارة المغربية بطرابلس أن السفير... يقيم بقصره بمراكش، ومن داخل قصره يسر السفير السفارة عبر الإرساليات التي يتوصل بها للتوقيع عليها. وحتى عندما يذهب السفير إلى طرابلس، وكانت آخر مرة سافر فيها إلى ليبيا قبل سنة لأمر ضروري مكث بالمطار وأحضر له موظفو السفارة المعاملات التي كانت تستوجب حضوره للإطلاع عليها بعين المكان، قبل أن يعود على نفس الطائرة التي أقلته ليقفل راجعا من حيث أتى. وطيلة الحرب التي قادها الثوار الليبيون للإطاحة بنظام الدكتاتور القذافي، ظلت السفارة المغربية بطرابلس مغلقة، بينما اضطر مئات الآلاف من المغاربة إلى المغادرة في ظروف مأساوية. وكان مهدي العلوي قد عين سفيرا للمغرب بطرابلس في عهد الملك الراحل الحسن الثاني في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهو بالتالي يعتبر من أقدم السفراء الذين لم يتزحزحوا من مناصبهم. وخلال حكم الدكتاتور الليبي المطاح به، ظلت سفارة المغرب تسكت عن الإهانات التي كان يتعرض لها المغاربة في ليبيا، حيث كانت السجون الليبية تعج بهم وغالبا بدون محاكمات أو لأسباب واهية. بينما كانت العمالة المغربية التي كان عددها يقدر بمئات الآلاف، محرومة من أبسط الحقوق. وتمر اليوم العلاقات المغربية الليبية بأزمة حادة بسبب ما وصفته وسائل إعلام ليبية سوء معاملات الرعايا الليبيين اللذين يزورون المغرب من قبل السلطات المغربية، مما دفع السلطات الليبية إلى الاحتجاج على نظريتها المغربية التي مازالت تلتزم الصمت.