استجابت مستشارة واحدة من حزب "العدالة والتنمية" للدعوة التي وجهها نظام العقيد القذافي للمثقفين العرب من أجل حضور ندوة عقدت مؤخرا بطرابلس بليبيا (يومي 23 و24 يوليو)، لبحث " دور المثقفين من كتاب وأدباء وفنانين وإعلاميين ومسؤولياتهم بالتصدي للفتنة والعدوان". وحضرت المستشارة الجماعية داخل المجلس البلدي بمدينة قنيطرة، ربيعة السعدوني، المنتمية إلى حزب بنكيران هذا اللقاء الذي قاطعه جميع من اتصلت بهم السفارة الليبية عبر المكلفة بالتواصل بها، بديعة الراضي. ورافق الراضي، وهي تنتمى إلى حزب "الاتحاد الاشتراكي"، صحافي واحد والمستشارة عن حزب "العدالة والتنمية" وكان عبدالصمد بلكبير، وهو عضو بحزب "الاتحاد الإشتراكي" قد سافر إلى ليبيا قبل ثلاثة أشهر وظهر في برنامج على القناة الليبية الخاضعة لسلطة القذافي، ودافع عن نظام العقيد الليبي، معتبرا أن ما اسماه ب"العدوان الإمبريالي" على نظام القذافي، إنما هو محاولة من فرنسا التي تقود العدوان للقضاء على الاستثمارات التركية بليبيا من أجل إضعاف تجربة حكم الحزب الإسلامي بتركيا، وتحطيم أحلام تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومعروف أن تركيا اعترفت بالمجلس الإنتقالي الذي أنشأه الثوار الليبيين، واحتضنت اسطنبول في الأسابيع القليلة الماضية مؤتمر دول الاتصال الذي يضم الدول الداعمة والمساندة للثوار الليبيين. دبلوماسية مضطربة من جهة أخرى ما زال موقف الدبلوماسية المغربية متضاربا فيما يخص الموقف من نظام العقيد الليبي الذي أصبح معزولا على المستوى العالمي. فالرباط ما زالت تحتفظ بسفيرها بطرابلس الغرب، والذي يعتبر بالمناسبة من أقدم السفراء، تم تعيينه منذ عهد الحسن الثاني في ليبيا لقرابته من الأسرة العلوية. وسبق لعمال مغاربة كانوا يعملون بليبيا وعادوا إلى المغرب في ظروف لا إنسانية، أن انتقدوا الغياب التام للسفارة والسفير المغربي في طرابلس. وتناقلت تقارير صحفية أن ملشيات القذافي المتمثلة في لجانه الشعبية في طرابلس تستعمل المغاربة العالقين في طرابلس كدروع بشرية بباب العزيزية. وتظهر الصور التي تبثها القناة الرسمية الليبية 'الجماهيرية' صور الأعلام المغربية وهي ترفرف ضمن أعلام دول سوريا والجزائر واليمن والسودان، بالإضافة طبعا إلى الأعلام الليبية الخضراء، عند معقل الدكتاتور الليبي. وكانت السلطات المغربية قد قامت بإخلاء مقر السفارة الليبية بالرباط وذلك بعد أن احتلها مناوؤون للقذافي عند اندلاع الثورة في ليبيا، وتقوم منذ هذه شهور بتطويقها، وتمنع المتظاهرين من الاقتراب منها. وكان وفد يمثل المجلس الوطني الانتقالي ببنغازي قد زار المغرب قبل عدة شهور، لكن مبعوثيه فاجئهم الاستقبال الفاتر مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري. أموال القذافي بالمغرب إلى ذلك ذكرت مصادر صحفية مغربية أن السلطات المالية بالمغرب اتخذت مؤخرا قرارا صادقت عليه لجنة تنسيق وزارية كلفت بالنظر في طلبات الشركات الليبية بتمكينها من سحب ما يكفي من أموال من حساباتها البنكية في المغرب لتمويل وارداتها بالدرهم المغربي. وهو ما يتناقض مع تصريحات رسمية سبق أن صدرت عن مسؤولين مغاربة يؤكدون فيها عدم وجود أصول أو أموال ليبية في المغرب. وذلك على إثر صدور قرار من مجلس الأمن يجمد الأموال والأصول الليبية الخاصة بنظام القذافي بالعالم. يذكر أن الأموال والأصول والاستثمارات الليبية الموجود في المغرب، هي عبارة عن استثمارات في المجال السياحي وفي مجال توزيع المحروقات، وبعض منها مملوك لأبناء القذافي. --- مفتاح الصورة: بديعة الراضي، مسؤولة الإعلام بالسفارة الليبية في الرباط، في أقصى يسار الصورة في فندق مهاري بطرابلس الغرب مع مسؤول ليبي من انصار القذافي