الحكومة ستحقق في مقتل 3 مغاربة في ليبيا هواتف السفارة وخلية الأزمة لا تجيب وأنها منعت من التوجه إلى المطار الدولي استاء عدد من أفراد الجالية المغربية بليبيا، صباح أمس (الخميس)، من اللامبالاة التي ووجهوا بها من قبل سفارة المملكة بالجماهيرية، معربين عن قلقهم حول مصيرهم أمام تزايد الاعتداءات التي ينفذها من وصفوهم ب "المنحرفين". وأوضح أحد أفراد الجالية أن أزيد من 16 أسرة توجد في وضعية صعبة وعالقة بمنطقة قصر الخيار، بمدينة مسلاتة التي تبعد عن طرابلس بحوالي 100 كيلومتر، وأنها، أي الأسر، حاولت الدخول إلى طرابلس من أجل الوصول إلى المطار الدولي، إلا أنها منعت بسبب إجراءات الحراسة المشددة. وأعرب المتحدث نفسه أن القوات الأمنية التي تشدد المراقبة على الدخول إلى العاصمة الليبية، أخبرت أفراد الجالية بالمنع وعزت ذلك إلى ما يمكن أن يتعرضوا إليه من أخطار. وفشلت محاولات ممثلين عن الأسر الست عشرة، في الاتصال بالأرقام الهاتفية الخاصة بالسفارة المغربية هناك لإيجاد حل، إذ أن مستقبلي المكالمات الهاتفية يكتفون بالإجابة بانعدام الطائرات قبل إغلاق الهاتف تاركين الأسئلة الكثيرة لأفراد الجالية بدون جواب. وأوضحت المصادر أمس (الخميس) أن محاولات الاتصال بما سمي خلية الأزمة التي أعلن عن أرقام هواتفها في التلفزيون، كانت كذلك دون جدوى. وطالب المتصلون بالتدخل العاجل لإنقاذهم وتمكينهم من الوصول إلى ذويهم، سيما أن من بينهم أطفالا ونساء، كما أكدوا أنهم عالقون ويجهلون مصيرهم، إذ لا يمكنهم المجازفة بالتوجه برا نحو شرق تونس بسبب الاضطرابات التي سجلت في المنطقة والاعتداءات. وكان المهدي العلوي، سفير المملكة بليبيا، صرح أن الأخبار التي توصلت بها مصالح السفارة والمصالح القنصلية المغربية في كل من طرابلس وبنغازي منذ اندلاع الأحداث، تفيد كلها سلامة كافة أبناء الجالية المغربية من أي أذى، سوى حالة واحدة، تتمثل في مقتل الشاب محمد المقدم أنصاري، الذي يتحدر من مدينة الناظور، خلال أحداث مدينة البيضاء. وذكر، في التصريح نفسه، بأنه جرى إحداث ثلاث خلايا على مستوى السفارة والقنصليتين العامتين للمملكة في كل من طرابلس وبنغازي، مفتوحة أمام أبناء الجالية وأن أرقاما هاتفية وضعت رهن إشارة من يرغب من أفراد الجالية المغربية في الاتصال بها، بما في ذلك الهاتف الشخصي للسفير. وأضاف السفير انه اتفق مع المسؤولين المعنيين على اعتماد طائرات تتسع لعدد أكبر من الركاب وزيادة عدد رحلاتها بين طرابلس والدار البيضاء، مشيرا إلى الصعوبات التي اعترضت المصالح المغربية المختصة، على غرار مصالح باقي الدول للزيادة في عدد الطائرات، بسبب إمكانيات مطار طرابلس الدولي من جهة، والتدمير الذي تعرض له مطار بنغازي الدولي نتيجة للأحداث من جهة أخرى. وفي نفس السياق،أعلن خالد الناصري وزير الاتصال أن الحكومة بصدد التأكد من خبر تم تداوله على نطاق واسع، يفيد وفاة 3 مغاربة في ليبيا، حيث تتابع خلية اليقظة ساعة بساعة أوضاع المغاربة المقيمين بليبيا، بينهم من التحق بتونس، وبينهم من وصل إلى مصر، مؤكدا أن الحكومة أعربت عن أسفها البالغ، واستيائها الصريح، لما آلت إليه الأوضاع بليبيا من ترد، بسبب الاستعمال المفرط للقوة، في مواجهة المظاهرات الشعبية التي كانت تستوجب معالجة سلمية، مما أفضى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى . و قال الناصري إن الحكومة وهي تعبر عن المشاعر العميقة للشعب المغربي ، تجدد رفضها التام لكل أنواع العنف، وتعرب عن أملها أن تتجه ليبيا، في أسرع وقت نحو تجاوز المرحلة الحرجة التي تمر منها، بما يحقن الدماء ، ويخدم المصالح المشروعة للشعب الليبي الشقيق في الديمقراطية والتقدم ، ويضمن الأمن والاستقرار بالمنطقة ، لذا تصرح المملكة المغربية، بأن الأحداث الخطيرة لا تضرب فقط أمن واستقرار ليبيا، بل تمس أيضا الأمن والاستقرار في مجموع المنطقة، ولا سيما في منطقة الساحل والصحراء التي تجابه العديد من التحديات المرتبطة بالتهديدات الأمنية التي تحدق بها.وأظهرت لقطات مصورة بثتها محطة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية سيطرة مئات الآلاف من المتظاهرين المعارضين لحكومة القذافي على مدينة بنغازي رافعين شعارات منددة بالزعيم الليبي ومطالبة برحيله. وكانت الحكومة الليبية قد منعت مع بدء الاحتجاجات الشعبية دخول وسائل إعلام عربية وأجنبية لتغطية الأحداث ، لا سيما في مدينة بنغازي التي شهدت أعنف المعارك بين الأهالي والأمن و"المرتزقة" الذين استعان بهم القذافي لقمع المتظاهرين. وشهدت بنغازي ما وصف ب"المذبحة" التي ارتكبها القذافي ضد شعبه، وسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى ومواجهات طاحنة انتهت بسقوط المدينة في يد المحتجين. وبدأ العشرات من المغاربة المقيمين في ليبيا والذين وصلوا إلى مصر خلال الأيام الماضية في مغادرة القاهرة أمس الجمعة في إطار عملية إجلاء تتكفل بها السلطات المغربية. وكان هؤلاء المغاربة قد وصلوا إلى مصر عبر معبر السلوم ( غرب) على الساحل المتوسطي ضمن مجموعة من المصريين والعرب فروا من المدن الليبية (أجدابيا, بنغازي والبيضاء وطبرق ..) التي عرفت أو تعرف مواجهات عنيفة غير مسبوقة في إطار الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام معمر القذافي.