علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن شابا مغربيا لقي حتفه بليبيا خلال الأيام الأولى من اندلاع المظاهرات المنادية بإسقاط نظام العقيد معمر القدافي. وأفاد مصدر مطلع أن الأمر يتعلق بشاب يدعى المقدم الانصاري، الذي قتل برصاص حي خلال الاشتباكات بفعل الأحداث التي شهدتها منطقة البيضاء منذ 17 من الشهر الجاري. وأوضح ذات المصدر أن الشاب المقدم البالغ من العمر 20 سنة، الذي يقيم رفقة أسرته بمدينة البيضاء، ينحدر من مدينة الناظور. وبالموازاة، أشارت مصادر متطابقة في العاصمة الليبية إلى أنه بالرغم من الوضع الأمني «المتردي» والناتج عن «أعمال التخريب والاعتداءات» التي طالت بعض ممتلكات بعض المغاربة بليبيا، فإن «وضع الجالية المغربية بليبيا «لا يدعو للقلق». وعزت ذات المصادر ذلك إلى كون الجالية المغربية بليبيا «لم يتم اتهامها من قبل نظام العقيد معمر القدافي، حسب مصادر إعلامية ليبية، بكونها قد تكون واحدة من بين «الجماعات التي حرضت الليبيين على التظاهر. وبالمقابل كان عدد من المهاجرين المغاربة بليبيا، الذين يصل عددهم إلى ما يزيد عن 120 ألف ويقيم السواد الأعظم منهم في كل من طرابلس وبنغازي، قد وجهوا نداءات الاستغاثة يطالبون فيها السلطات المغربية بالتدخل الفوري من أجل العودة للمغرب بفعل الأحداث التي تشهدها الجماهيرية. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قد شكلت خلية أزمة، شرعت في عملها منذ يوم الأحد الماضي، لمتابعة تطور وضعية الجالية المغربية المقيمة بليبيا. وأفادت الوزارة ، أول أمس الثلاثاء، أن «هذه الخلية التي هي على اتصال دائم مع سفارة وقنصليتي المغرب بكل من طرابلس وبنغازي، تتابع عن قرب وضعية أفراد الجالية المغربية المقيمة في ليبيا، وستتخذ الإجراءات الملائمة وفقا لتطور الأحداث». هذا وبالنظر لتطور الوضع في ليبيا، عمدت الخطوط الملكية المغربية إلى رفع عرضها الجوي انطلاقا من وفي اتجاه ليبيا، من خلال إرسال طائرات ذات طاقة استيعابية كبيرة لتأمين نقل جميع زبنائها، إذ عبأت الشركة الوطنية فرقها بمطار طرابلس بغية تقديم المساعدة الضرورية للمسافرين، غير أن مصادر عليمة أكدت ل«الاتحاد الاشتراكي»، «أن إجلاء افراد الجالية لن يكون مجانيا كما عمدت إلى ذلك بعض الدول لأجل نقل رعاياها»، مضيفة في الآن ذاته «أن ثمة صعوبات قد تحول دون عودة عدد كبير من أفراد الجالية»، وحددت بعضها في «كون جل أفراد الجالية «مستقرون بليبيا منذ عقود وأن العديد منهم ليس لهم سكن بالمغرب، كما أن بعضا منهم سيكون مجبرا، في حالة رغبته في العودة، على أداء ذعيرة مالية للسلطات الليبية لمغادرة تراب الجماهرية لخرقهم لقانون الهجرة، وهو الأمر الذي في غير استطاعتهم بالإضافة إلى ارتفاع ثمن التذكرة. كما أشار مواطنون مغاربة في مسراطة إلى صعوبة وصولهم إلى مطار طرابلس وطالبين في الآن ذاته ضرورة تأمين طريقهم للعودة الى المغرب، كما أن اشاروا إلى صعوبة نقل افراد الجالية المغربية من بنغازي بالنظر لتوقف العمل بمطارها بعد تدمير برج مراقبته. وتعيش ليبيا منذ اسبوع على إيقاع الفوضى بعد أن ثار الشعب الليبي على العقيد معمر القذافي، حيث تشهد العديد من المدن الليبية انفلاتا أمنيا خلف أزيد من 400 قتيل.