احتشد آلاف من رجال الشرطة والحرس الوطني ورجال الإطفاء وعمال النظافة في وسط تونس، 22 يناير 2011، في أضخم تظاهرة منذ أيام. ويمثل الاحتجاج نقطة تحول في الانتفاضة التونسية التي أطلق خلالها أنصار الرئيس المخلوع زين العابدين بن على من قوات الشرطة النار على الحشود وضربوا المتظاهرين بالهراوات واستخدموا الغاز المسيل للدموع حتي على تجمعات صغيرة نسبيا ومسالمة. ونقلت رويترز عن رجل شرطة، اكتفيى بذكر اسمه الأول حاتم، قوله "خرجنا اليوم لأننا نريد مصالحة وطنية.. كثيرون في قوات الأمن اخطأوا.. بعض الجهلة شوهوا سمعتنا.. يدرك الناس ذلك الآن". واستغل بن علي الذي كان وزيرا للداخلية حين أطاح بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة الذي قاد الكفاح من اجل الاستقلال في عام 1987 واستغل الشرطة وقوات الأمن الداخلي كأداة قمع. وفي الأحاديث التي أجريت في الأسابيع الأخيرة تكرر على لسان التونسيين ذكر أن أكثر ما يخشونه هم ضباط الشرطة. وهتف بعض المحتجين من رجال الشرطة بأنهم أبرياء من دم الشهداء. وكانت مضايقات الشرطة لبائع خضروات شاب في الشهر الماضي - مما دفعه لإضرام النار في نفسه احتجاجا على البطالة والحكم الفاسد - الشرارة التي أشعلت الاضطرابات. وقبل رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي علم تونس وتسلق رجال الإطفاء سيارة إطفاء حمراء جابت الشوارع وسط الحشود التي يزدحم بها شارع الحبيب بورقيبة الذي تحفه الأشجار والمنطقة المحيطة. وشكا كثيرون من ضعف الأجر وأنهم شخصيا ضحايا لنظام بن علي وطالبوا بنقابة تدافع عن حقوقهم. وحاول البعض شد جنود الجيش المتمركزين في نهاية الشارع للانضمام للحشود. وقال رجل شرطة "فكرة المواطنين عن جهاز الشرطة خاطئة. نحن في الشرطة عانينا من القمع أيضا. لا نملك من أمرنا شيئا".