تأهبت القوات المسلحة في مصر اليوم الأحد مع تنامي المخاوف من حدوث أعمال عنف قبيل إعلان لجنة الانتخابات اسم الرئيس الجديد في الساعة الثالثة مساء (1300 بتوقيت جرينتش).
وأعلن مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي انه سيخلف الرئيس السابق حسني مبارك وقد يكون رد فعل ملايين الإسلاميين من أنصار مرسي غاضبا إذا أسفرت النتيجة عن فوز احمد شفيق القائد السابق لسلاح الطيران وحليف مبارك . ولم يتواجد سوى عدد قليل من القوات في الشوارع ولكن مسؤولين أمنيين قالوا إنهم مستعدون للتصدي لأي مشاكل. وصدرت توجيهات للعاملين في العديد من المصالح بالانصراف مبكرا من أعمالهم وخاصة في المنطقة المحيطة بميدان التحرير بوسط حيث يتجمع الالآف من أنصار مرسي. وتمركزت مركبات مدرعة في العاصمة أمام مقر لجنة الانتخابات ومبنى الهيئة العامة للاستعلامات حيث يعقد مؤتمر صحفي لإعلان نتيجة الانتخابات بعد أسبوع من الانتظار. وسيكون إعلان النتيجة حدثا تاريخيا في الشرق الأوسط ولكنه لن ينهي الصراع على السلطة بين الجيش والتيار الإسلامي وغيرهما من أجل مستقبل مصر. وأعلن مرسي فوزه بسباق الرئاسة في أكبر دولة في الشرق الأوسط حتى وإن لم يتخل العسكريون بعد عن السلطة التي انتقلت إليهم منذ الإطاحة بمبارك قبل 500 يوم . وقد يتسم رد فعل الإخوان ونشطاء ليبراليون حشدوا المواطنين في الشوارع ضد مبارك العام الماضي بالغضب إذا أعلنت لجنة الانتخابات فوز أحمد شفيق القائد السابق لسلاح الطيران وحليف مبارك فائزا بالرئاسة. وجاء جميع رؤساء مصر على مدار الأعوام الستين الماضية من صفوف الجيش مثل مبارك. وقد يمثل فوز شفيق للعديد من المصريين والملايين عبر المنطقة ضربة معنوية لثورات الربيع العربي رغم تأكيده لرغبته في تشكيل حكومة ائتلافية. وكتبت صحيفة المصري اليوم في العنوان الرئيسي في صدر صفحاتها "مصر تترقب الرئيس ..وتتحسب للأسوأ" في إشارة إلي مخاوف من نشوب أعمال عنف. وسيأتي الرئيس الجديد بصلاحيات محدودة بالمقارنة مع تلك التي توقعها المرشحون الذين خرجوا من السباق في الجولة الأولى التي جرت في مايو. وكان الجيش قد وعد بتسليم السلطة لحاكم مدني بحلول الأول من يوليو تموز. وجرد المجلس العسكري الحاكم الذي نحى مبارك عن السلطة لتهدئة الاحتجاجات منصب الرئيس من العديد من صلاحياته وحل البرلمان الذي انتخب في يناير كانون الثاني وحظى فيه الإخوان المسلمين بالنصيب الأكبر. وأعلن محمد مرسي (60 عاما) والذي تلقى تعليما في الولاياتالمتحدة وتعرض للاعتقال في ظل حكم مبارك فوزه بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع الأحد الماضي - في خطوة استنكرها الجيش. وعلى العكس من ذلك لم يقدم انصار شفيق (70 عاما) والذي كان آخر رئيس وزراء في عهد مبارك على القيام بأنشطة مشابهة رغم إعلان شفيق يوم الخميس ثقته في الفوز.