دعا عدد من الشباب المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة، أمس الثلاثاء، إلى تظاهرة مليونية لتطبيق قانون العزل على المرشح الرئاسي أحمد شفيق، ورفض ترشحه في الانتخابات الرئاسية. وأغلق المتظاهرون ميدان التحرير من اتجاه شارع القصر العيني، حيث قاموا بوضع الحواجز الحديدية أمام مرور السيارات. وأوضح هيثم الشوان، منسق تحالف القوى الثورية، إن الهدف من المليونية هو استبعاد شفيق من سباق الرئاسة، والإسراع بتطبيق قانون العزل السياسي في حقه، خاصة بعد حجم البلاغات والطعون المقدمة ضده ولم يتم التحقيق فيها، موضحًا أن القوى الثورية ستبدأ بالتجمع في ميدان التحرير والتنسيق مع كل ميادين الجمهورية، «حتى لا نسمح بأن تسرق الثورة منا بشكل علني لصالح النظام القديم». وقدمت الناشطة وأستاذة العلوم السياسية هبة رؤوف لجماعة الإخوان مبادرة مكونة من 5 نقط للخروج من الأزمة الحالية، تتضمن «إعلانا واضحا للفصل بين الجماعة والحزب خلال سنة لتمييز الخطاب الدعوي عن الاجتهاد السياسي، والالتزام الإيجابي بتشكيل لجنة دستور وطنية تمثل القوى والمحافظات مع استبعاد الفلول والنزول بسقف سن المشاركين في اللجنة.» وطالبت في مبادرتها ب»الالتزام بقيم الجمهورية، وعلى رأسها الكرامة الإنسانية لكل المصريين وترجمة ذلك في إعلاء غاية العدالة الاجتماعية، وتقليل فجوة الطبقية، والالتزام بتشكيل حكومة إنقاذ اقتصادي للبلاد تنجز مهمة الخروج من عنق الزجاجة خلال عام تعتمد على الكفاءات المتميزة بتنوعها وعدم تجاهل النساء». كما دعا الأديب والناشط السياسي علاء الأسواني إلى «تشكيل ائتلاف ثوري واسع مع جماعة الإخوان المسلمين لإسقاط الفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة، ودعم مرشح الجماعة محمد مرسي بعد الحصول على ضمانات». إحراق مقر شفيق تعرضت الفيلا التي يتخذها أحمد شفيق مقرا لحملته في القاهرة، مساء أول أمس، الاثنين لعملية تخريب تامة لمحتوياتها الداخلية من أثاث ومعدات وأجهزة كمبيوتر. وفي كل غرف الفيلا كانت قطع الأثاث وأجهزة الكمبيوتر ملقاة على الأرض أو محطمة شأنها شأن العديد من الأبواب وزجاج النوافذ أو المرايات. وخارج الفيلا كانت الآلاف من منشورات المرشح مبعثرة في الشارع الذي كان عمال البلدية يقومون بتنظيفه. وشوهدت آثار حريق صغير بالقرب من بعض نوافذ الدور الأرضي لهذه الفيلا ذات الطابقين الواقعة في حي الدقي إلا أنها لم تحترق حقا. في المقابل، أتت النيران تماما على مرآب السيارات الصغير الذي يستخدم كمخزن لمنشورات وملصقات أخر رئيس وزراء في عهد مبارك. وقال أحد أنصار شفيق ويدعى أحمد عبد الغني: «سيتم إصلاح المبني وسيظل شفيق يستخدمه في قيادة حملته». وقال مصدر في الشرطة إن ثمانية أشخاص اعتقلوا بالقرب من المكان مساء الاثنين. وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من تأكيد خوض شفيق رسميا جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أمام محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين، في 16 و17 يونيو. وعقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات رسميا تصدر مرسي وشفيق نتائج الجولة الأولى، خرج الآلاف من الشباب في تظاهرات غاضبة في ميدان التحرير بالقاهرة وبعض المدن الأخرى. شفيق و«العسكر» قال أحمد شفيق إن أي دستور جديد يجب أن يراعي «دور» و»مكانة « القوات المسلحة. وأصدر العسكري السابق ضمن القوات الجوية بيانا، مساء أول أمس، أكد فيه على أن أي دستور مصري جديد لا بد أن يكون «مراعيا بدقة وتوازن لدور القوات المسلحة ومكانتها خصوصا وأنها التي رعت وساندت ثورة 25 يناير كما صنعت ثورة 1952». وجاء بيان أحمد شفيق ردا على تدوينة لمحمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية، على «تويتر» حول الدستور المقبل. وقال المرشح الرئاسي إنه يتفق مع البرادعي في أن المعركة الأساسية هي معركة الدستور وليس الرئيس. وفي ما يبدو محاولة لاستقطاب أنصار محمد البرادعي، أكد شفيق أنه سيعرض٬ في حال فوزه بمنصب الرئيس٬ على المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية منصب «مستشار للدولة» من «أجل الاستفادة من كفاءته». توعد بالإعدام والعنف نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرًا أشارت فيه إلى حفل غداء دعت إليه هذا الشهر غرفة التجارة الأمريكية في مصر، حضره نخبة من رجال الأعمال الذين يشكلون مظلة للشركات متعددة الجنسيات، وحضره المرشحون المرجحون للإعادة في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق وخيرت الشاطر كممثل لمحمد مرسي الذي أرسله إلى هذا الاجتماع. وذكرت أن شفيق أكد أنه لم يندم أبدًا عند وصفه للرئيس السابق مبارك بأنه قدوة وأن الحاضرين انفجروا من التصفيق بعد هذه الكلمة. واعتبر كيرباتريك، معد التقرير، أن هذا الاجتماع كان وصفًا للدعم غير المتوقع لشفيق، والذي سيعتبر في حالة فوزه أول رئيس بعد مبارك يضع نموذجًا لمستقبل مصر ما بعد مبارك. وقالت الصحيفة: «فرصة شفيق في الرئاسة تدور حول المخاوف من استيلاء الإسلاميين على السلطة من جهة، والانفلات الأمني من جهة أخرى». مضيفة أن هذه المخاوف هي التي جذبت العلمانية المحافظة في تحالف مع نخبة رجال الأعمال والضباط العسكريين السابقين، وأفراد من الأقلية «المسيحية» والعالميين الذين يشعرون بالقلق من انتصارات الإسلاميين الانتخابية وبما يعنيه ذلك من ثقافة التقوى وعدم التسامح. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه المخاوف كانت حديث غرفة التجارة الأمريكية، وهلل جمهور الأثرياء عندما ألمح شفيق أنه سيستخدم القوة الوحشية والإعدام لاستعادة النظام في غضون شهر، وسخر شفيق مرارًا من البرلمان الذي يقوده الإسلاميون واتهم الإسلاميين بأنهم يؤون ميليشيات خفية لاستخدامها في حرب أهلية. وقال شفيق: «لا يزال الأمل موجودًا فالشعب المصري - على النقيض من كل الاتهامات – مطيع». وقالت الصحيفة: «شفيق يسعى في جولة الإعادة إلى ارتداء عباءة «الثورة المجيدة» وفي هذا الاجتماع وبعد تصفيق قوبل به من الحضور عندما عبر عن إعجابه بمبارك، أعرب عن إعجابه أيضًا بقدرة أصدقائه على إبقاء مشاعرهم الشخصية خارج القرارات الرسمية». وسخر شفيق من الناشطين الذين تعهدوا بالنزول إلى الشوارع من أجل «ثورة ثانية» إذا أصبح شفيق أو سليمان رئيسًا لمصر، وقال: «ليس لدينا في مصر آباء أو أمهات يقولون بهذا»، وأشار إلى أن سماحه بهذا أو عدمه يرجع إلى طبيعة النازلين إلى الشوارع هل سيطلقون النار على البلاد، أو سينتشرون في الشوارع بالأسلحة، وأضاف شفيق: «الدولة يجب أن تكون قوية جدًّا، بل ينبغي أن تكون الأقوى». إسرائيل تفضل شفيق تناولت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الوضع في مصر وتحدثت عن احتمالات كل من مرشحي الإعادة في الفوز، معتبرة تنصيب شفيق رئيسا للبلاد «الأفضل لإسرائيل»، وقالت في مقال نشرته أول أمس إن «هناك ثلاث حقائق يجب أن تؤخذ في الحسبان وهي أنه سيزول بعد ثلاثة أيام نفاذ قانون وضع الطوارئ في مصر. وسيختفي هذا القانون الذي يُمكّن من اعتقال كل مواطن بغير أمر اعتقال وإتيانه في الليل ورميه في مركز شرطة... وقد غدت الجماهير الآن مثلا تهدد بإغراق الميادين إذا أُعلن فوز شفيق الذي يرمز عندهم إلى «الفلول»، أي حكم الرئيس المخلوع. وحقيقة أخرى أنه ليس لمصر منذ حدثت الثورة دستور يحدد صلاحيات الرئيس وترتيبات سلوك مؤسسات الحكم. وإذا لم ينجحوا في صوغ الدستور حتى دخول الرئيس الجديد إلى القصر فقد تشتعل شوارع مصر مرة أخرى... وحقيقة ثالثة أن مصر يحكمها منذ ستين سنة رئيس يلبس البزة العسكرية في المناسبات الرسمية. وليس الرئيس هو قمة الهرم فحسب بل القائد الأعلى للجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية. وفي الوضع الجديد، وإذا انتخب محمد مرسي الإسلامي، فليس واضحا كيف سيجري هذا العمل، أي من يصدر عنه الأمر. ومن الذين قد يرفضون...». وقد خلصت الصحيفة إلى أن «أحمد شفيق من وجهة نظرنا هو الرئيس المناسب. وكانت عنده الشجاعة السياسية ليعلن في ذروة الحملة الانتخابية أنه إذا دعت الحاجة فلن يحجم عن زيارة إسرائيل. وهذه خطوة جريئة بعد أن أوجد صديقه مبارك ذرائع طوال ثلاثين سنة وتهرب في عناد من زيارتنا الرسمية». مضيفة أنه «من المهم أن نذكر أن كل كلمة زائدة تصدر في الأسابيع القريبة تتحدث عن فضل شفيق قد تحرقه. فإنهم يبحثون عنه وقد رموه بالنعال. فإذا أثنينا عليه فسنُفسد الأمر على أنفسنا أيضا، ولهذا يجب أن نؤيده وبصمت».