يدخل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم مساء يوم السبت 9 يونيو بملعب مراكش الكبير (التاسعة ليلا) غمار الجولة الثانية من تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل٬ بخيار واحد هو الفوز إن أراد الحفاظ على آماله في المنافسة على حجز بطاقة المجموعة المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي غاب عنها منذ نسخة 1998 بفرنسا. وإذا كانت مخاوف الجمهور المغربي تستمد مشروعيتها من عدم التوفر على تركيبة بشرية قارة وانعدام التجانس بين مختلف الخطوط والمردود التقني والتكتيكي والبدني المتواضع٬ الذي ظهرت به العناصر الوطنية خاصة في مباراتها الأخيرة أمام منتخب غامبيا "المغمور" برسم الجولة الأولى والتعادل 1-1 "المخيب للآمال"٬ فإن ما يزيد من هذه المخاوف هو قوة المنتخب الضيف (وصيف بطل إفريقيا)٬ الذي يتوفر على عناصر لها ثقلها قاريا وعالميا كديديي دروغبا (تشيلسي الإنجليزي) ويحيى توري (مانشستر سيتي الإنجليزي) وجيرفينهو (أرسنال الإنجليزي) والذي سيحل بمراكش من أجل العودة بالنقاط الثلاث معتمدا على عنصر الخبرة والتجربة الذي راكمه لاعبوه في مثل هذه المباريات. كما أن من شأن الضغط النفسي٬ الذي يبقى التحدي الأكبر أمام الناخب الوطني إيريك غيريتس٬ أن يلقي بظلاله على المجموعة الوطنية المطالبة أولا وقبل كل شيء بالظهور بمستوى مقنع وتحقيق نتيجة إيجابية طال انتظارها لأزيد من عام وتحديدا منذ مباراة الجزائر (4-0) في رابع يونيو2011 بمراكش٬ وقبل الإقصاء المرير من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية٬ ووصولا إلى التعادل أمام منتخب غامبيا بباكاو (2 يونيو 2012). ولبلوغ هذه الأهداف٬ سيكون غيريتس٬ الذي أمضى على رأس الإدارة التقنية الوطنية أزيد من عام ونصف (نونبر 2010)٬ مطالبا بالتغلب على عدة إكراهات٬ فهو سيعمل في أقل من أسبوع وفي غياب أكثر من عنصر (...) على رص الصفوف وإيجاد التجانس المفقود والعمل على الجانب النفسي للرفع من معنويات اللاعبين وتحضيرهم لهذه المواجهة الهامة بل والحاسمة التي يشكل الفوز فيها مطلبا لا محيد عنه خاصة وأنه ستفصل النخبة الوطنية عن الجولة الثالثة فترة تسعة أشهر (مارس 2013) قد تكون كافية لإعادة ترتيب الأوراق في أفق خلق مجموعة قادرة على إعادة كرة القدم المغربية إلى العالمية للمرة الخامسة بعد دورات 1970 و1986 (بلغ الدور الثاني) و1994 و1998. وسيستأنف المنتخب المغربي تصفيات هذه المجموعة بمواجهة منتخب تانزانيا بدار السلام (22-24 مارس 2013) قبل أن يستقبل بالمغرب على التوالي منتخبي تانزانيا (7-9 يونيو 2013) وغامبيا (14-16 يونيو 2013) ثم يرحل في الجولة السادسة والأخيرة إلى أبيدجان لمنازلة المنتخب الإيفواري (6-8 شتنبر 2013). ومن جانبه٬ سيعمل منتخب "الفيلة"٬ الذي يحتل المركز 15 عالميا والأول إفريقيا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم والفائز في الجولة الأولى بأبيدجان على منتخب تنزانيا 2-0٬ وهو يحل بمدينة مراكش٬ على الضرب بقوة والعودة بنتيجة الفوز٬ أولا لتعزيز ريادته لترتيب المجموعة الثالثة٬ وثانيا للتخلص من نظيره المغربي الذي يبقى مع ذلك أحد أبرز منافسيه على بطاقة التأهل الوحيدة إلى الدور الثالث والحاسم في الطريق إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي بعد دورتي 2006 و2010. فمنتخب الفيلة لم ينهزم في أي لقاء تقريبا منذ عامين٬ أي منذ يونيو 2010، وكانت آخر خسارة مني بها في مونديال جنوب إفريقيا أمام المنتخب البرازيلي (1-3) وقبل ستة أشهر بكأس إفريقيا بأنغولا أمام منتخب الجزائر . وبعد المونديال الأخير لم يتعثر المنتخب الإيفواري إلا في نهائي كأس إفريقيا للأمم 2012٬ الذي خسره بالضربات الترجيحية أمام منتخب زامبيا بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي متعادلا. وستحمل مباراة يوم السبت 9 يونيو٬ التي سيقودها الحكم الدولي المصري جهاد غريشة٬ رقم 14 في تاريخ المواجهات بين المنتخبين المغربي ونظيره الإيفواري منذ سنة 1969٬ فاز أسود الأطلس في أربع منها وانهزموا في ستة وتعادلوا في أربعة٬ علما بأن آخر مواجهة بين المنتخبين كانت برسم الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2006 بمصر وآلت نتيجتها لمنتخب "الفيلة" (1-0). --- تعليق الصورة: من تدريبات المنتخب المغربي قبل مباراة الكوت ديفوار (الصورة عن موقع الجامعة المغربية لكرة القدم)