ربما شآت الأقدار ،أن أخط هذه الأسطر في ليلة ضمكاء من ليالي مدينة الناظور،التي وصل إليها قلمك المحارب منذ ما يقارب الخمس سنوات .خمس سنوات من الحقائق،خمس سنوات من الإستهتار بالشأن العام ،خمس سنوات من اللامبالاة التي أوصلتها إلى الرأي العام المحلي و الإقليمي و الدولي،بكل أمانة و جرأة و شجاعة . أستاذي الجليل رشيد نيني، مازال الحال كما تركته بل زاد بطشا و تشعب في كل الزوايا بعدما كان متقوقعا في زاوية عرجاء ،مظلمة، بفضل قلمك المحارب . لكن كتب لك، بل قل خطط لك ،لكي تكون كبش فداء لقانون جنائي ولمشرع أمي و للوبي اقتصادي متخم بأموال الشعب،فقضيت سنة كاملة بين جدران زنزانة مليئة بالصراصير والحشارات ،حتى صارت تقاسمك و تزاحمك على مكان نومك ،لكن بأسلوب أخلاقي و ديمقراطي بعدما أخطرتك و أظهرت لك نيتها في تقاسم الزنزانة رقم 2011معك . عكس بني البشر -الإنتهازيين - الذين عايشتهم و تعايش معهم قلمك المحارب الذين لا يخطرون ولا يعلنون ولا يساندون ولا يستحون ،يبطنون المكائد و يظهرون الموائد "الفهم يفهم" . اليوم أستاذي الجليل رشيد نيني تأكدت بالعين المجردة قيمة تلك الكلمات ، بل قل تلك القذائف و الرماح و الرصاص ... التي كانت تخرج من قلمك المحارب فتصيب عصفرين برمح أو رصاصة أو قذيفة واحدة ، فقط بأن تغطس ريشتك في المداد فتلتصق كالمغناطيس تلك الحقائق التي وصلت إليك من شخص أو جماعة أو جهة معينة تريد الخير لهذا البلد ،فتسردها لنا في قالب محكم كأنها سمفونية "موزار" . لكن للأسف هي سمفونية "نينجا"الذي أفسد و يفسد و سيظل يفسد، إن غاب عنا قلمك المحارب ، الذي وقف ضده في يوم من الأيام و أطاح به لكن بغدر وتحايل و تدليس وغش و غبن. -سنة حبسا كاملة-. أستاذي الجليل رشيد نيني، يا من علمتني كيف أصونوا حقي و أفي بإلتزاماتي في دولة تتبجح بحقوقيتها و قانونيتها ،دون أن أتسبب في ضرر لغيري حتى و إن كان عدوي. علمتني أن أتعايش مع هؤلاء –الإنتهازيين- بأسلوب رزين لم يخطر على بال أحد غيرك أسلوب "شوف تشوف". نعم أستاذي، من حقك أن تأخذ إجازة مفتوحة لتستعيد نشاطك و حيويتك ،و تبحث في الأسواق البيضاء و ليس السوداء -وهذا ما يميزك عن غيرك- عن "الكارتوش و الرماح و الرصاص" التي ربما انقطعت أو قل تم محاصرتها في كل الموانئ و المطارات و محطات القطار ، منذ أن سلبت حريتك ظلما و عدوانا . نعم ،لأنهم كانوا على علم أنه إن بقيت مسلحا بهكذا" كرتوش" النادر لا سقط المفسدون في قفص الإتهام .لكن للأسف الشديد سقطت أنت في هذا القفص بدل هؤلاء –المتعجرفين- بتهم واهية، تهمة مساعدة أجهزة العدالة لإحقاق الحق ،فبدل توشيحك بويسام ،كافؤك بتقسيم الزنزانة مع الصراصير و الحشارات في مغرب الإنتظارات. سأنتظرك أستاذي الجليل ،إن كان في العمر بقية ،وأنتظر عمودك و قلمك المحارب في أي وجهة وليتها مساءا أو صباحا ، فجرا أو زوالا، المهم أن يعود هذا القلم في جو نتمنى أن يكون، جو ديموقراطي، حداثي، إنساني تحترم فيها حرية التعبير و تجازى بقانون صحافي وليس جنائي. أحبك في الله باحث في مسلك القانون الجنائي و العلوم الجنائية