على خلفية مقال زمران ضد الراجي أستغرب كثيرا حين أقرأ لبعض المتطفلين على مهنة الصحافة ، والصغار يعرفون أنفسهم ، فالراجي سنبلة ممتلئة تنحني تواضعا وغيره مجوفة يلعب بها الأثير، والشعب المغربي يستحق ان يقف له العالم وقفة احترام وتقدير ، للخطوة العملاقة التي قام بها بعد ان كان راكدا ، سلبيا ، لا يحرك ساكنا ولا يعقب على ما يدور بالساحة، لقد أفسحت لنا مواقع الانترنت وعلى رأسها هسبريس مجالا لنتكلم بدل انتظار شهور على ابواب صحف لا تستحق من الاسم حتى ثمن المداد الذي طبعت به ، ومع ذلك ترمى مقالاتنا في القمامة ليحل محلها مواضيع الرقص والحفلات الماجنة وعدد قطط هيفاء وهبي ... انتشرت حروفنا كالنار في الهشيم تقض مضجع المنافقين والركع السجود ، ولا اقصد هنا عباد الله الصحالين بل من يفسدون في الارض ولا يصلحون ، حروفنا صارت تبشر بغد أفصل ، غد لا يحمل طابع دول العالم الثالث انما بتنا نجوما ترمق السماء تنتظر الوصول إليها والبسمة تملأ وجوهنا ، بالله عليك يا زمران ، ألا تخجل من قلمك المهترئ، حين تقرا البيت الذي يقول : متى يبلغ البنيان يوم تمامه ... إذا كنت تبني وغيرك يهدم هل سبق لك وقرأت البيت مسبقا ؟ أشك في ذلك فالمصائب اللغوية التي تحملها مقالاتك تبوح بكونك بحاجة لتجتر قواعد الأدب من جديد / أدب الكلمة ، وأدب الأدب ، فمن يبني ناصع ومن يهدم مغبر الوجه والملابس ، وإن حاولت ان تنقل البيت الشعري الوارد سالفا على ورقة من أوراقك التي أكلتها الأرضة ، فاحرص على كتابة ّ كنت " بالتاء المربوطة ، فلك معها تاريخ طويل. موقع هسبريس الذي تفضلت بذكره بمقالك مشهور أكثر من جريدتك وما والاها ، وعدد زواره فاق قراء عمود رشيد نيني ، يتبرأ منك ويخجل من ذكره بين يديك ، فشرف المهنة لا يفرق بالمجان ، انما حصيلة تعب ، ولسان يقول الحقيقة كما هي ، بدون توابل .. شتان بين وطني ومتملق ، تذكر ، والذكرى هنا تنفع المؤمنين ، يوم تأججت نار الاستعمار بهذا البلد الأمين ، قام أبناء الشعب بتقديم ارواحهم فداء له ، أبناء الشعب من العوام والنخبة ، قاموا بالتصدي للمحتل بالنار والحجر ، عد إلى مقررات كتب تاريخ وزارة التربية الوطنية للمراهقين ، إن كنت قد نسيت ، واحفظ بعضا من صفحات ماضيك ، إن كان للماضي مكان في قاموسك .. أولاد الشعب ، مصطلح بات له قيمة ، فوحدهم من بات يصدح بالحقيقة ويدافع عن وطنه بالأسنان قبل الأظافر ، وأظافر المغاربة لن تقلمها مقالاتك ، فهي في خدمة الله والوطن والملك ، ولم ينصبك أحد مستشارا لنا ... لا يتجلى حب الملك في برقيات التهاني والتبريكات ، ولا بين صفحات الجرائد ، فما ذالك إلا زيف وخداع ، أموال تصرف ليكتب اسمك واسم اشباهك بالخط العريض الظاهر للعيان ، حب الملك الصادق ، يلوح كوشم جداتنا في ظاهر اليد كنور الشمس ، اهبط الى الشارع أثناء الزيارات الملكية ، مع أني أشك في نزولك ، وتعلم من المواطنين صبرهم تحت أشعة الشمس لساعات طويلة ، جياعا وعطشى ، للظفر بنظرة لوجه عاهلنا الكريم ، ألسنة الرجال تلهج بالدعاء له ، حين ترتفع زغاريد النساء تشدو سمفونية الولاء ، لله والوطن والملك ، حب الوطن هو حب ألوان العلم ، مرسومة على خدود الشباب في المحافل الرياضية وغيرها ، ولي اليقين على قول بركاش ، أنك تجهل كل ما قلت سالفا ، لا تحزن فالناس معادن ، وكل أدرى بمعدنه. الراجي أصدق منك امام ربه ووطنه وملكه ، وحروفك الهزيلة ، لن تبيع لك أعدادا أكثر ، والمغاربة ماهم بأعداء وطنهم وملكهم ، بل هم به مغرمون... وعلى رأي يسري فوده : افعلوا شيئا اي شيء اي شي ، إذا لم تفعلوا ، ف كان لكم عندئذ تراثكم ، ولا سامحتكم حينئذ صفحات التاريخ ، ولا طيب الله أوقاتكم رفعت الجلسة