يبدو أن زيارة رئيس الحكومة المغربية إلى منطقة كاطالونيا لم تكن في الواقع إلا بقصد إحياء صلة الرحم مع ممثلي الجماعات الإسلامية (المرتبطين بحزب العدالة والتنمية) التي تقوت في السنوات الأخيرة على امتداد التراب الكاطالاني كله حتى أصبح نفوذها السياسي والديني السلفي كبيرا في كثير من مناطق الشمال المغربي والريف الشرقي. وقد نشرت صفحة "نوس كاطلانس" مقالا لصحفية مغربية، لطيفة الحساني، تكتب بالإسبانية أدانت فيه سلوكات وتصرفات صاحبت زيارة رئيس الحكومة المغربية إلى الديار الكاطالانية، متسائلة: هل كانت للزيارة أهدافها غير المعلنة رمت إلى تقوية البنية الإسلامية لحزب العدالة والتنمية في كاطالوني؟ وفي معرض حديثها عن المحاضرة التي ألقاها رئيس الحكومة المغربية في مقر "البراط" أشارت إلى أن قوات الأمن منعت الدخول على الكثيرين، ولم تسمح إلا للمقربين من حزب العدالة ولأصدقائهم. مشيرة إلى أنه لم تكن توجد أية امرأة داخل القاعة، بينما جلس في الصفوف الأولي عبد السلام العروسي، إمام مسجد (طرّاسا)، الذي أدانته المحاكم الإسبانية في الفترة الأخيرة بسبب تحريضه المباشر والعلني والصريح على العنف ضد النساء. كما تميز الحضور المختار بوجود رئيس المجلس الإسلامي لكطالونيا لحسن الساو، وهو من السلفيين التبليغيين المعروفين بتشددهم الديني وقسوتهم الإيديولوجية في التحريم، بالإضافة إلى محمد الغيدوني، أحد المنظمين المباشرين، الذي تطوع، فيما يبدو، لتسهيل جميع اللقاءات التي كانت لرئيس الحكومة المغربية مع جميع سلفيي المهجر. وعموما، كما تقول الصحفية، لم يكن بين المدعويين الذين سمح لهم بالدخول إلا "أتباعه" العدليين ومناصريهم من السلفيين... أولئك الذين يتفننون في ممارسة الانغلاق والتجهيل الديني والمحافظة السلوكية المقيتة التي تعادي جميع مظاهر الانفتاح في المجتمع الإسباني. وتساءلت الصحفية المغربية: إذا كانت زيارة رئيس الحكومة المغربية إلى كطالونيا زيارة رسمية فكيف يقبل بتنظيم لقاء حزبي لا يسمح بحضوره إلا لأشياعه... ولقنصل الحكومة المغربية في المنطقة؟. وترى الصحفية أن هناك محاولات جادة للسيطرة على مسجد برشلونة دون أن تهتم الحكومة المغربية بتنظيم الأئمة وتقديم خدمة دينية مناسبة لعموم المتديين. وتختم لطيفة الحساني مقالها قائلة: لقد منعوني من الدخول، ولم نكن سوى ثلاث نساء من أصل مغربي: أستاذة جامعية، مسؤولة عن منظمة كطالونية وصحفية. "لقد شعرت بالغربة المطلقة، فقد سبق لي أن قمت بتغطية كثير من اللقاءات السياسية الكطالانية والمغربية، ولم يسبق لي أن عشت مثل هذه الوضعية التي لا أجد لها تفسيرا. أما الذي أعرفه حقا فهو أن جل الحاضرين مناهضون للديموقراطية".