أكد عبد الرحيم بوعيدة، رئيس مجلس جهة كلميم واد نون السابق، أن مبادرة “مائة يوم مائة مدينة”، التي ينظمها حزب “التجمع الوطني للأحرار” نسخة طبق الأصل ل “مسيرة ولد زروال”. وقال بوعيدة في بث مباشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، إن حزب “التجمع الوطني للأحرار” لم يستفد من تجربة حزب وطني سنة 2016، في إشارة منه إلى حزب “الأصالة والمعاصرة”، موضحا أن الحزب المقصود بدل مجهودات جبارة كي يتبوأ صدارة الانتخابات ويترأس رئاسة الحكومة ولَم ينجح، وهي نفس الخطة التي يعتمدها التجمع للفوز بانتخابات2021. وأضاف بوعيدة، الذي تقدم إلى الانتخابات عام 2015 تحت لون حزب “الأحرار”، أن الخطاب السياسي الذي يروجه “التجمع الوطني للأحرار” يخاطب بطون المغاربة وليس عقولهم، مذكرا أنه لا يتوفر على برنامج واضح يخاطب عقول للمواطنين. وقال الرئيس السابق لجهة كلميم واد نُون، أن تحركات أخنوش هدر للمال بهدف استعراض القوة ولن تنفع في أن تكون ممرا ناجحا لرئاسة الحكومة خلال انتخابات 2021 . واعتبر بوعيدة أن ما يقوم به حزب “التجمع الوطني للأحرار” اليوم، ينفر المغاربة من ممارسة الشأن السياسي في الانتخابات، وهو لا يختلف كثيرا عن مسيرة محمد ولد زروال التي أقيمت في الدارالبيضاء وقدمت خدمة جليلة لحزب العدالة والتنمية. وتابع أن تحركات حزب “الأحرار” خدمة مجانية لحزب “العدالة والتنمية”، خاصة وأن الأخير قادر على حشد الناس بدون ولائم ، بسبب قدرته على إنتاج خطاب سياسي معين، عكس “الأحرار ” الذي لا يتوفر على رؤية سياسية. وأردف بوعيدة أن حزب أخنوش لن ينجح في تصدر الانتخابات المقبلة لأنه بدون مشروع سياسي ولم يدرس المتغيرات الوطنية والإقليمية وكذلك الدولية، موضحا أن المغرب يعرف تغيرات مجتمعية ظهرت عبر اندلاع عدة احتجاجات في عدة مناطق، وهي ” التغيرات التي يجب فهمها برؤوس الأفكار وليس برؤوس الأموال أو بمخاطبة البطون ” حسب تعبير وبعيدة. وفي سياق متصل طالب بوعيدة الأحزاب السياسية بعدم هدر الأموال سواء كانت عامة أو خاصة في الحملات الانتخابية وبالاعتماد على الخطاب السياسي البناء، مؤكدا أن حزب “الأحرار” لن يتبوأ رئاسة الحكومة لاعتبارات أهمها أنه خرج من رحم السلطة، أي “حزب فوقي” ولم يأت من رحم الشعب. انتقادات ل “الجهة” من جهة أخرى، تساءل بوعيدة عن الأسباب الحقيقية لزيارة قيادة “التجمع الوطني للأحرار” لجهة كلميم واد نُون، مستدلا بالمثل الشعبي الحساني القائل “اللي ما جا مع العروس ما ايجي مع مها”، مضيفا أن حزب أخنوش لم يتدخل لحل مشاكل الجهة أيام “البلوكاج” الذي تسبب في تعطيل البعض لمشاريعها، في إشارة منه إلى فترة رئاسته للجهة. ودعا بوعيدة، أخنوش إلى عدم الغرور بالحشد الذي استقبله في كلميم، واصفا أياهم بأنهم ليسو “مناضلين” في الحزب وإنما “تم حشدهم لاستقباله. وقال بوعيدة إن أغلبية المحيطين بأخنوش اليوم أغلبهم من الباحثين عن مصالحهم الخاصة في الوقت الذي تم فيه استبعاد المناضلين الحقيقيين. من جانب آخر انتقد بوعيدة المجلس الجديد لرئاسة جهة كلميم واد نُون، الذي ترأسه إبنة عمه مباركة بوعيدة، التي تنتمي إلى حزب “الأحرار”، قائلا إن المجلس في نسخته الحالية “لم يقدم أية حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة، رغم مرور أزيد من أربعة أشهر على تشكيله”. واعتبر بوعيدة أن “مجلس جهة كلميم واد نون في نسخته الحالية بدون طعم ولا لون، حيث أصبح مختلطا لدرجة لم يعد المواطن يميز بين المعارضة والأغلبية، على عكس الفترة التي تولى فيها رئاسة مجلس الجهة”. وأضاف بوعيدة أن “المشاريع التي تمت المصادقة عليها مؤخرا هي من صميم عمل المكتب السابق وترجمة حقيقية للمجهود الجبار الذي كان يقوم به”. وذكر بوعيدة أن “الفساد الذي عاشته ولازالت تعيشه جهة كلميم واد نُون، كشف للساكنة ما الذي يدور خلف الكواليس، ولماذا حرمت الجهة من المشاريع التنموية من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية”. وأعلن المتحدث ذاته أن “من تسببوا في “البلوكاج” لمشاريع الجهة عندما كان يرأسها تسببوا في هدر الزمن السياسي للجهة وحرمان ساكنتها من المشاريع التنموية، وإلا كيف يصادقون على النقط 19 في الدورة الأخيرة لمجلس الجهة، في الوقت الذي تم رفضها لأزيد من سبع مرات؟”. من جانب آخر توعد بوعيدة المجلس الحالي بمنافسة شديدة خلال الانتخابات التشريعية التي سيعرفها المغرب سنة 2021، مؤكدا أنه سيفضح الفساد المستشري بالجهة. وطالب بوعيدة سكان جهة كلميم وادنون، بالتسجيل في اللوائح الانتخابية، وأن يختاروا ممثلهم الأجدر، الذي سيعمل على مصلحة الجهة، وعدم تضييع الزمن السياسي التنموي للجهة، لأن “الخلل الذي وقع في المشهد السياسي حاليا أبان على من يدافع عن مصالحه الشخصية ومن يدافع عن العوام، ومن الصديق والعدو في المجلس”.