وصف عبد الواحد الراضي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اليوم السبت 5 ماي، في اجتماع المجلس الوطني للحزب، الوضع الذي يعيشه حزبه ب"الانتحار الجماعي الممنهج "، ٬ معتبرا أن الازمة التي يتخبط فيها الحزب هي أزمة فهم وتطبيق للقيم الديمقراطية ٬ وأن ما ساهم في تأزيمها أكثر خروجها للملأ. وقدم الراضي أمام أعضاء المجلس الوطني تشخيصا دقيقا ونقدا ذاتيا لاذعا لواقع حال الحزب اليوم، واعتبر أن الوضع الذي بلغه حاليا الحزب والذي سماه أيضا ب"التحطيم الذاتي"٬ هو ما جعل الحزب يفشل في الانتخابات ٬ وداعا للخروج من هذا الباب المسدود ٬ إلى الوعي بأن الحزب لم يعد يحتكر العمل السياسي ٬ حيث ظهر للوجود٬ يقول الراضي ٬ حاليا منتخبون شرعيون من اليسار واليمين ٬ لهم قوة تنافسية وشرعية شعبية . وبخصوص التحضير للمؤتمر٬ قال الراضي إنه يتعين على المجلس الوطني اتخاذ قرارات تهم تاريخ المؤتمر وتركيبته واللجنة التحضيرية للمؤتمر وطريقة انتخاب الاجهزة المسيرة للحزب. وقال إن المؤتمر التاسع للحزب الذي يتوجه إلى عقده في شهر شتنبر القادم٬ يمثل الفرصة الأخيرة أمام الحزب لترتيب بيته الداخلي بما يمكنه من استعادة دوره ومكانته ومصداقيته داخل المجتمع ٬ والتي فقدها ٬ بنظره٬ جراء الخلافات الشخصية ٬ أكثر منها خلافات جوهرية حول الخط والبرنامج السياسي للحزب . واعتبر عبد الواحد الراضي ٬ في التقرير الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني للحزب والتي أشرف على تسييرها فتح الله ولعلو نائب الكاتب الأول للحزب ٬ أنه إذا كان هنالك من خلاف في السنوات الأخيرة في الحزب ٬ قد يكون حول طريقة تفعيل القرارات أو المساطر أو على مستوى وتيرة تفعيل القرارات السياسية ٬لكن في "القضايا الاساسية نعتبر أنفسنا " موحدين . ولم تفت الراضي الاشارة إلى مسألة الاستحقاقات القادمة التي ستشهدها البلاد في الشهور القامة ٬ والتي قال بأن مسألة ترتيب البيت الداخلي ٬ " لا يجب أن تنسينا أهمية هذه المحطات" . ودعا في هذا الصدد إلى العمل على التحضير الجدي لهذه الانتخابات ٬ بما يمكن الحزب من استعادة موقعه الوازن داخل المدن على غرار الماضي . وبعد ذلك تمت تلاوة ورقتين تلاهما كل من محمد محب عضو المكتب السياسي حول " التهييئ للمؤتمر الوطني التاسع" وفاطمة بلمودن عضوة المكتب السياسي حول "تنظيم الانتخابات الجماعية 2012" . ومن بين ما اقترحته الورقة الاولى ٬ عقد المؤتمر الوطني التاسع في غضون شتنبر القادم بما لا يتجاوز 1200 من المؤتمرات والمؤتمرين٬ وتشكيل لجنة تحضيرية ابتداء من اليوم لإعطاء مضمون إيجابي لمختلف القضايا المطروحة . أما الورقة الثانية، فاقترحت أرضية للمناقشة للوصول إلى صياغة استراتيجية انتخابية تسمح أساسا باسترجاع مواقع الحزب في المدن الكبرى واستقطاب عقلاني لنخب جديدة وفق معايير الكفاءة والامتداد الشعبي٬ وتشكيل لجنة وطنية للانتخابات ولجان محلية لتنفيذ برنامج العمل الوطني . ومن المقرر أن تكون هاتين الورقتين محل نقاش موسع اليوم من أعضاء المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بغرض المصادقة عليها .