هاجم بعض أعضاء المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي المنعقد، أول أمس السبت، بالرباط، حكومة عبد الإله بنكيران معتبرين أنها "زجت" بالمغرب في تجربة غير واضحة المعالم، مؤسسة على الوعود الفارغة، وعلى إطلاق الشعارات "الشعبوية"، التي سرعان ما تتبخر لعدم ارتباطها بالإشكالات والقضايا المصيرية للوطن والمواطن. وحذر عدد من الأعضاء في مداخلاتهم من المنطق التحكمي لحزب العدالة والتنمية، الذي بدأ يتكرس بشكل واضح داخل الحكومة، في إشارة إلى الضجة التي أثيرت حول دفاتر التحملات في قطاع الإعلام العمومي، معتبرين أن هناك جوانب أساسية تقتضي توجها حكوميا شموليا ومتكاملا، وكذلك فتح حوار وطني حول ما يجب القيام به في سياق تطبيق الدستور. وقال بعض الاتحاديين في مداخلاتهم "لحد الآن، ورغم الحديث عن التغيير، والحكامة الجيدة، ومحاربة الفساد واقتصاد الريع، فإننا لم نلمس أية نتائج إيجابية تذكر من هذه الحكومة التي أقل ما يمكن القول عنها إنها فاشلة، وستعود بالمغرب سنوات إلى الوراء ولم تنجز شيئا منذ تشكيلها سوى أنها تحاول في كل مرة التنصل من التزاماتهما ومن التزامات سابقتها وتتراجع بشكل "فاضح" عن المكتسبات التي حققها المغرب في مجال الحقوق والحريات". وأكدت مصادر من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ل"المغربية"، أن المجلس الوطني قرر عقد مؤتمره الوطني التاسع خلال شهر شتنبر المقبل بهدف تجديد الدماء والنخب ولتأهيل الحزب الذي تراجع دوره التأطيري والجماهيري. وأضافت المصادر نفسها أن بعض أعضاء المجلس الوطني دعوا في مداخلاتهم إلى ضرورة التسريع بعقد المؤتمر لإنهاء التعاقد مع من أسموهم ب"صقور وجنرالات" الحزب الذي عطلوا التنظيم وساهموا في إبعاد عدد من المناضلين ويتحملون المسؤولية في تراجع إشعاع الحزب. وأشارت المصادر نفسها إلى أن لقاء المجلس الوطني شهد ترسيم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب بعد مناقشة ورقة محمد محب، عضو المكتب السياسي الخاصة بالتهييء للمؤتمر الوطني التاسع، فيما ستشكل في ما بعد لجان وظيفية وتنتخب رؤساء لها بهدف الإعداد الجيد للمؤتمر كما استمع الاتحاديون لورقة أعدتها فاطمة بلمودن، عضوة المكتب السياسي حول تنظيم الانتخابات الجماعية 2012. وذكرت مصادر "المغربية" أن عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اعتبر في كلمته خلال المجلس الوطني أن الوضع الذي بلغه الحزب حاليا والذي سماه أيضا ب"التحطيم الذاتي"٬ هو ما جعل الحزب يفشل في الانتخابات٬ ودعا الراضي للخروج من هذا الباب المسدود٬ عبر الوعي بأن الحزب لم يعد يحتكر العمل السياسي٬ إذ ظهر للوجود٬ يقول الراضي٬ حاليا منتخبون شرعيون من اليسار واليمين٬ لهم قوة تنافسية وشرعية شعبية. وقدم الراضي حسب المصادر نفسها تشخيصا دقيقا ونقدا ذاتيا لاذعا لواقع حال الحزب اليوم الذي ذهب إلى حد وصفه ب"الانتحار الجماعي الممنهج "٬ معتبرا أن الأزمة التي يتخبط فيها الحزب هي أزمة فهم وتطبيق للقيم الديمقراطية٬ وأن ما ساهم في تأزيمها أكثر خروجها للملأ. وقال عبد الواحد الراضي في التقرير، الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني إن "المؤتمر التاسع للحزب الذي يتوجه إلى عقده في شهر شتنبر المقبل٬ يمثل الفرصة الأخيرة أمام الحزب لترتيب بيته الداخلي بما يمكنه من استعادة دوره ومكانته ومصداقيته داخل المجتمع٬ والتي فقدها٬ في نظره٬ جراء الخلافات الشخصية أكثر منها خلافات جوهرية حول الخط والبرنامج السياسي للحزب".