تعرف المراكز الصحية والمستشفيات بإقليم سطات، غيابا تاما للأدوية الخاصة بالأمراض العقلية والنفسية، وذلك إثر توقف استفادة المندوبية الإقليمية للصحة بسطات من حصتها من هذه الأدوية منذ 2014. وفي هذا الصدد أكد محمد غيات، برلماني الإقليم أن الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية والعقلية وأهاليهم بإقليم سطات، والذين يقدرون بأكثر من 5000 مريض، يعيشون معاناة حقيقية مع انعدام البنية التحتية المختصة لعلاجهم مما يشكل عبئا و خطورة على محيطهم، ناهيك عن انقطاع الحصة من الأدوية لهذه الفئة التي كانت تستفيد منها المندوبية الإقليمية بسطات والتي توقفت بصفة نهائية منذ سنة 2014. وقال غيات في تصريح لموقع “لكم”، إنه راسل سعد الدين العثماني رئيس الحكومة وكذا الوزير الوصي عن قطاع الصحة، أنس الدكالي لاستفساره حول “الإقصاء غير المعقول و غير المبرر” لإقليم سطات من حصته من هذه الأدوية. وأضاف غيات أنه “سيتابع هذا الملف لضمان حق هذه الفئة من المرضى في الرعاية الطبية المكفولة لهم دستوريا وقانونيا، حفاظا على سلامتهم وسلامة ذويهم من الانعكاسات الخطيرة لغياب الأدوية التي تتثقل كاهل الأسر التي تجد نفسها مجبرة على اقتنائها من الصيدليات رغم أن أسعار بعضها مرتفعة وفوق طاقتهم لأن جل الأسر من العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل”. في ذات السياق أوضح غيات في رسالته الموجهة لأنس الدكالي وزير الصحة، أن “المعاناة التي يكابدها مرضى الأمراض النفسية والعقلية في المغرب أكثر قساوة وعمقا من باقي المرضى، ولاسيما ما يتعرضون له من سوء المعاملة والنظرة المجتمعية الدونية، في ظل النقص الحاد للبنية التحتية للمستشفيات المختصة في علاج هذه الأمراض، فضلا عن معاناة الأسر في توفير العلاج والأدوية كما هو الحال بإقليم سطات، حيث يغيب الدواء منذ 2014، رغم أن أغلب المصابين بأمراض نفسية يخضعون للعلاج لفترات طويلة كانفصام الشخصية المزمن والذي يستلزم علاجا مدى الحياة”. وتساءل غيات في ذات الرسالة عن “أسباب انعدام أدوية الأمراض العقلية بمندوبية الصحة بسطات وكذا التدابير التي المزمع اتخاذها لتوفير الأدوية في أقرب الآجال”. ويذكر أن عددا من الأقاليم والجهات تعاني نقصا حادا في الأدوية الخاصة بالمصابين بالأمراض العقلية والنفسية، كما هو الحال بجهتي الشرق وجهة بني ملالخنيفرة، حيث راسلت التنسيقية الجهوية للمركز المغربي لحقوق الإنسان وزير الصحة والمدير الجهوي للصحة لتوفير هذه الأدوية بشكل استعجالي حفاظا على سلامة المرضى وأسرهم .