حسمت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، في خروج الحزب من الحكومة، بتصويت 235 عضوا بالإيجاب من أصل 275 عضوا. وصوت أعضاء اللجنة المركزية للتقدم والاشتراكية، مساء اليوم الجمعة، بالأغلبية الساحقة، (235 مع مغادرة الحكومة، 6 امتنعوا عن التصويت، 34 عضوا ضد المغادرة)، على مغادرة “الكتاب” للحكومة. وعرفت عملية الإعلان عن نتائج التصويت، جدلا وخلافا بين عدد من الأعضاء، الذين اعترضوا على طريقة التصويت، التي لم تتم بصناديق الاقتراع وإنما بحمل الشارات فقط، في وقت كان عدد كبير من الأعضاء خارج القاعة، حيث احتجوا خارج القاعة برمي شارات الاجتماع وغادروا القاعة، وسط فوضى وعراك بين المعترضين والموافقين على طريقة التصويت “غير الشفافة”. ودعا الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، قبيل الإعلان عن نتائج التصويت، أعضاء حزبه إلى عدم التخوف من الالتحاق بالمعارضة، مشيرا إلى أن الخروج من الحكومة في ظروف كالظروف الحالية، رافقته وترافقه احتياطات عديدة. وأكد بنعبد الله، إلى أن “التقدم والاشتراكية” سيعود عما قريب، وهو مستعد ومحضر لانتخابات 2021 في أحسن الظروف، بعيدا عن “الكسل” الذي دفعت له الحكومة القواعد والهياكل، بسبب الاكتفاء بالعمل الحكومي . وأكد بنعبد الله أن الاصطفاف في المعارضة سيقوي الحزب، وسيجعله يعود أقوى خلال تشريعيات 2021، بنفس ورؤية جديدين، بفضل تجدره في صفوف المجتمع المغربي. وقرر حزب التقدم والاشتراكية، مغادرة الحكومة بسبب ما أسماه “الصراع بين مكوناتها”، و”الوضع غير السوي للأغلبية الحالية مرشح لمزيد من التفاقم في أفق عام 2021 كسنة انتخابية (سنة تنظيم انتخابات برلمانية)، ما سيحول دون أن تتمكن الحكومة من الاضطلاع بالمهام الجسام التي تنتظرها. وكان بنعبد الله قد هاجم الخرجات الإعلامية الأخيرة لبعض أعضاء المكتب السياسي للحزب، عارضوا من خلالها قرار الخروج من الحكومة. وقال بنعبد الله، في كلمته بالاجتماع الاستثنائي للجنة المركزية للحزب، أنه “في إطار احترام الحزب والابتعاد عن التزوير والكذب سواء داخل الحزب أو خارجه روج له البعض الآخر فإن الحزب سيظل حزب المبادئ وليس حزب المصالح، وما كتبه البعض وتغليب المصالح العامة على الخاصة”، موجها الكلام، لكل من سعيد فكاك عضو المكتب السياسي وسعيد السعدي المستقيل من الحزب، والذين انتقدا قرار الحزب وشككا في بيان إعلان الانسحاب من الحكومة، والذي أرجعه السعيدي إلى حصول الحزب على حقيبة وحيدة. وكان القيادي السابق في حزب التقدم والاشتراكية والوزير السابق بحكومة التناوب، سعيد السعدي، قد قال في تصريحات صحفية، إن السبب وراء خروج التقدم والاشتراكية من الحكومة، يكمن في تخصيص وزارة وحيدة له، مشيرا إلى سعد الدين العثماني، حدد شخصا معينا ليشرف على هذه الوزارة والح على ذلك رغم أن هذا الشخص ليس عليه إجماع داخل المكتب السياسي ويرون فيه منافس لنبيل بن عبد الله الأمين العام الحالي للحزب“.