انقطعت خدمة الإنترنت مجددا في معظم أنحاء العراق بما في ذلك العاصمة بغداد، الجمعة، تزامنا مع احتجاجات شعبية متصاعدة رافقتها أعمال عنف دموية واسعة النطاق. وتوقفت خدمة الإنترنت في عموم البلاد ما عدا إقليم الشمال، الخميس، لكنها عادت بشكل متقطع مساء اليوم نفسه قبل، انقطاعها مجددا.
وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن “قوات الأمن أطلقت النار مباشرة على المتظاهرين وليس في الهواء”. وتأتي التطورات بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي أكد فيها حق المتظاهرين في المطالبة بوضع حد للفساد، لكنه أضاف أن إحداث التغيير يستغرق وقتا. وقال عبد المهدي في خطاب بثه التلفزيون العراقي إنه “لا توجد حلول سحرية لمشاكل البلاد”. وتعهد رئيس الوزراء بمحاولة تمرير قانون جديد يضمن حصول العراقيين الفقراء على حد أدنى من الدخل. والثلاثاء الماضي، بدأت موجة احتجاجات عنيفة للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، لكن كثيرا من المحتجين يطالبون الآن بإسقاط الحكومة بعد وقوع 35 قتيلا و2433 جريحا حتى مساء الخميس، حسب مصدر طبي. ويتحدى المتظاهرون الغاضبون حظر التجوال الذي فرضته الحكومة، الخميس، في بغداد وعدد من محافظات الجنوب. ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على سوء الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء والصحة والماء فضلا عن البطالة والفساد. ويعد العراق واحدا من بين أكثر دول العالم فسادا، بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية. ويعتبر الفساد، إلى جانب التوترات الأمنية، سبب فشل الحكومات المتعاقبة في تحسين أوضاع البلاد، رغم الإيرادات المالية الكبيرة من بيع النفط.