بعد فاجعة ملعب “تزيرت”، التي تبعد بنحو 74 كيلومترا جنوبتارودانت وما تلاها من تداعيات، اضطر سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي للاستنجاد بمديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديرين الإقليميين من أجل جرد المؤسسات التعليمية المتواجدة بالقرب من الوديان وفي المناطق المنخفضة. وطالب أمزازي الأكاديميات والمديريات، في رسالته عدد 19/0053 بحوزة موقع “لكم”، نظير منها، ب”تسطير برنامج محدد لتحويل المؤسسات المهددة تدريجيا إلى مناطق أكثر أمنا، خاصة تلك التي يحتمل تعرضها للسيول والفيضانات والإنجرافات”.
وبحسب معطيات حصل عليها موقع “لكم”، فإن أرقاما غير رسمية تفيد أن عدد الوحدات المدرسية التي تنتشر بالقرب من مجاري الوديان وبالمناطق التي تهددها الفيضانات تتجاوز 350 مؤسسة تعليمية، خاصة في جهات الشرق وطنجة تطوان وفاس مكناس وبن ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت وسوس ماسة وكلميم واد نون على وجه الخصوص، مما حدا بعدد من المسؤولين خلال السنوات السابقة لتعطيل الدراسة لأيام إثر التقلبات الجوية. وتفاجأ عدد من المراقبين من داخل قطاع التربية الوطنية ف توضيحات لموقع “لكم”، عن غياب أية تدابير استباقية من قبل الوزارة، كما هو معمول بها دوليا، من قبل “مخططات حماية الطوارئ PPR”، التي ينبغي اعتمادها داخل المؤسسات التعليمية لفائدة التلاميذ والأطر التربوية خلال حلول الفيضانات والزلازل. وأضاف هؤلاء أنه على الرغم من الجرد الذي ستباشره المصالح الإقليمية لوزارة التربية الوطنية الوطنية، فإن مشكل الوعاء العقاري وغياب اعتمادات مالية لبرمجة إعادة بناء ما لا يصلح من الحجرات الدراسية ستطلب وقتا ومساطر ، ونحن اليوم على بعد أسابيع من انطلاق موجة التقلبات الجوية وفصل الشتاء”. وتساءل هؤلاء: من وطن للمئات من المؤسسات التعليمية وصرفت فيها الملايين لبناءها بالقرب من مجاري الوديان وفي مناطق معزولة وخطرة أحيانا، وصارت اليوم في وضع مقفر ومقزز؟ أين هي المحاسبة والمساءلة؟.