في تصريح سيثير الكثير من الجدل في الساحة السياسية والإعلامية، قال مصطفى الرميد وزير العدل والحريات، إن الناس الذين يقصدون مراكش من جميع انحاء العالم يقضون الكثير من وقتهم ملاهي المدينة يعصون الله ويبتعدون عنه. وكان الرميد يتحدث في إحدى دور القرآن بمراكش، عندما خاطب رواد تلك الدار بالقول لشيخ الدار محمد عبد الرحمن المغراوي إن أتباعه "يوجدون في مدينة يؤمها الناس من العالم ليقضوا في ملاهيها وأرجائها أوقاتا من أعمارهم يعصون الله ويبتعدون عنه، بينما شبابك وشيوخك وأطفالك تركوا كل ذلك وراء ظهورهم..." قبل أن يصفهم بقوله "أنتم خير الناس". وقال الرميد إنه لو كان بإمكانه أن يختار بين مقعد في الوزراة وبين معقد على أرض المدرسة ليحفظ القرآن لما تردد في أن اختار الثانية لأنه فيها خير الدنيا والآخرة، على حد تعبيره. وتحدث الرميد عن فترة إغلاق دور القرآن في مراكش، على إثر إصدار المغراوي فتوى يجيز فيها الزواج ببنت التسع، وخاطبه مشبها محنته بمحنة الأنبياء قائلا له: "إذا كنت قد عشت في بعض اللحظات فتنة أو حرجا، فإنما هي الفتنة التي صارت سنة راسخة ابتدأت مع الأنبياء وتوالت مع الصالحين والمصلحين. فليس عليك أن تثيبك الفتن فإنما الفتن معها يعظم الأجر وبها يتحقق وجه الخير...". يذكر أن المغراوي كان قد غادر المغرب واستقر في السعودية على إثر تلك الفتوى التي أثارت الكثير من الانتقاد داخل الأوساط الإعلامية والسياسية وبين هيئات المجتمع المدني المغربي، التي طالبت بمسائلة صاحب الفتوى، وقامت السلطات آنذاك بإغلاق دور القرآن التي كان يشرف عليها المغراوي. ومع بدء الحراك المغربي متأثرا ب "الربيع العربي" سمح للمغراوي بالعودة إلى المغرب ليعلن وقوفه ضد الحراك الذي كان يعيشه المغرب وهو ما ساعد في إعادة فتح دور القرآن من جديد. --- تعليق الصورة: مصطفى الرميد وعبد الرحمن المغراوي